nour3iny مالك ومؤسس موقع ايه من الايمان
عدد الرسائل : 0 عدد المساهمات : 4057 نقاط : 8937 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 02/11/2009 العمر : 37
| موضوع: الوقاية من الأمراض المُعْدية الأربعاء ديسمبر 02, 2009 6:54 pm | |
| | | | |
google_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
| | | | |
الوقاية من الأمراض المُعْديةتتبنى أكثر بلاد العالم برامج للتحصين ضد الأمراض الُمعْدِية، تتمثل في إعطاء لقاحات (أو أمصال) للأطفال، وأحيانًا للبالغين، تقيهم شر الإصابة بالأمراض الفتاكة. ما اللقاحات؟ وكيف تقي الإنسان شر الإصابة بالمرض؟ وهل هناك مضاعفات أو آثار جانبية تنشأ عن تعاطيها؟ ولماذا يثور الجدل حول بعض اللقاحات من حين إلى آخر؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في السطور التالية. ابتكر كلمة لِقَاح أو مَصْل «Vaccine» الطبيب البريطاني إدوارد جينر (1749- 1823هـ) وبيان ذلك أنه لاحظ أن الناس الذين يصابون بمرض «جُدَري البقر»، لا يصابون بالمرض الأكثر خطورة منه وهو مرض «الجُدَري»، وجدري البقر، كما هو واضح من التسمية، مرض يصيب الماشية، فيؤدي إلى تكوين بثور على جسم الحيوان المصاب إلا أن الفيروس المسبب للمرض يمكن أن ينتقل إلى الإنسان أثناء تعامله مع الحيوان المصاب، إذ يكون الفيروس موجودا في السائل (الإفرازات) الذي تحتوي عليه البثور، وعلى ذلك فإن جدري البقر من الأمراض المُعْدِية. أما الجدري فإنه كذلك مرض فيروسي ولكنه يصيب الإنسان فقط، وهو مرض مُعْد بشدة، وتؤدي الإصابة بفيروس الجدري إلى شعور المصاب بإعياء وصداع شديدين مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، ويتبع ذلك ظهور بثور على الجلد، تتهرأ (أي تنفجر) ويتخلف في مكان التئامها ندبة تبقى على مَرِّ الزمن، وبسبب الضعف العام الناجم عن المرض، غالبا ما يصاب المريض بعدوى بكتيرية تكون قاتلة في أكثر الأحيان! أراد الطبيب البريطاني إدوارد جينر أن يتحقق من صدق ملاحظته، فطَعَّم (أو لقَّح) صبيا بسائل استخرجه من بثور أبقار مصابة بجدري البقر، وبعد أسبوعين عاد فطعم الصبي نفسه بسائل مستخرج من بثور جلد إنسان مصاب بالجدري، فلم تظهر على الصبي أعراض وعلامات مرض الجدري! وكان جينر قد أجرى تلك التجربة في عام 1796م ثم كرر التجربة بعد نجاحها على متطوعين آخرين على مدى عامين كاملين، وفي عام 1798م نشرت الصحافة الطبية نتائج تجارب جينر في التحصين ضد الجدري التي كانت بداية طيبة لوسيلة فعالة في مكافحة المرض، وأدخل جينر كلمة «تحصين أو تطعيم أو تلقيح» إلى معجم المصطلحات الطبية.ما اللقاح؟عند دخول واحد من الكائنات الحية الدقيقة (الميكروبات) المسببة للمرض إلى جسم الإنسان، يتصدى جهاز المناعة في الجسم لذلك الكائن الغريب للقضاء عليه، ومن أمضى أسلحة جهاز المناعة في صراعه مع الكائنات الغريبة التي تغزو الجسم تكوين ما يسمى «الأجسام المضادة » وفضلا عن أن الأجسام المضادة تتكفل بالقضاء على الكائن الغريب بدقة وحساسية تفوق دقة وحساسية أحدث الصواريخ الموجهة التي صنعها الإنسان، فإن جهاز المناعة يحتفظ في ذاكرته بنموذج لذلك الكائن الغريب، بحيث إذا عاد ذلك الكائن نفسه إلى التطفل على الجسم مرة ثانية، تكونت في الحال مئات الآلاف من الأجسام المضادة لذلك الكائن بعينه، وفق النموذج المختزن في الذاكرة، وهذا شأن في الخلق عجيب، فسبحان المبدع العليم! وتكوُّن أجسام مضادة لكائن حي دقيق معين نتيجة إصابة الإنسان به، يسمى «مناعة مكتسبة»، إذْ تحُول أو تمنع تلك الأجسام المضادة دون إصابة الإنسان بالكائن الحي الدقيق نفسه مرة أخرى، وبذا يكون جسم الإنسان منيعا ضد غزو ذلك الكائن بعينه. أما الصفة «مكتسبة» فتدل من ناحية على أن الإنسان اكتسب المناعة نتيجة صراع دار بين جهاز المناعة في جسمه وبين كائن حي غريب أو السم الذي يفرزه ذلك الكائن عند دخوله إلى الجسم، ومن ناحية ثانية تفيد كلمة «مكتسبة» في تمييز هذا النوع من المناعة عن المناعة الخِلْقية أو الفطرية التي يولد بها الإنسان، والتي تنجم عن مرور أجسام مضادة من الأم إلى جنينها أثناء الحمل عبر الدم. السؤال الآن هو: هل يمكن اكتساب مناعة ضد كائن حي دقيق معين دون أن يصاب الإنسان بالمرض الذي يسببه ذلك الكائن الحي الدقيق؟ الجواب: نعم، وهذا هو مفتاح استخدام التلقيح لاكتساب مناعة دون إصابة حقيقية بالمرض المراد اكتساب مناعة ضده، إذ يمكن حث جهاز المناعة في جسم الإنسان لإنتاج أجسام مضادة لكائن حي دقيق (ميكروب) بعينه، بإدخال عدد قليل من أفراد ذلك الكائن، أو مقدار يسير من السم الذي يفرزه إلى جسم الإنسان إما بالحقن وإما بالتعاطي بالفم وإما بالامتصاص من على سطح الجلد. أنواع اللقاح1- لقاح يحتوي على كائن حي دقيق (ميكروب حي) ويسمى اللقاح الحي أو المصل الحي، ومن أمثلة ذلك اللقاحات التي تعطى للوقاية من الأمراض التالية: > الحصبة > السُّلّ (الدَّرَن) > الحصبة الألمانية > شلل الأطفال > الأنفلونزا > الحمى الصفراء تعطى هذه الأمصال بطريق الحقن تحت الجلد أو في العضل، باستثناء لقاح شلل الأطفال الذي يعطى وحده عن طريق الفم. ونلاحظ أن جهاز المناعة يمكنه التصدي لأي عدد من الكائنات الغريبة التي تدخل إلى الجسم في أي وقت من الأوقات، وتكون الأجسام المضادة المكونة ضد كائن دقيق بعينه متخصصة في القضاء على ذلك الكائن دون غيره، وهذا كذلك شـأن في الخلق عجيب، فتأمل إبداع الصنعة!2- لقاح يحتوي على كائن دقيق ميت، ويسمى «اللقاح الميت» أو المصل الميت ومن أمثلة ذلك اللقاح الذي يعطى للوقاية من الأمراض التالية: > الكوليرا > التيفود > السعال الديكي > الأنفلونزا >الجمرة الخبيثة > داء الكَلَب (بفتح الكاف واللام).
3- لقاح يحتوي على سُم ينتجه كائن حي دقيق معين، ويسمى «السُّم المُوَهَّن» أو «السم الضعيف»، ومن أمثلة ذلك ما يعطى للوقاية من الأمراض التالية: > الدفتيريا > التيتانوس
وتسمى المناعة الناشئة عن تعاطي أي نوع من أنواع اللقاح الثلاثة «مناعة إيجابية»Active Immunity أو «مناعة نشطة» وتدوم لسنوات طويلة، لكن في أحوال معينة يستعان بأجسام مضادة يجري تحصيلها من أجسام بشر وأحيانا حيوانات لديها مناعة ضد مرض يراد التحصن منه لاكتساب مناعة فورية ضد مرض معين، وتسمى المناعة المكتسبة في هذه الحالة «مناعة سلبية» Passive Immunity أو «مناعة غير نشطة» وتدوم لأشهر قليلة فقط. تعاطي لقاح للوقاية من مرض معين يؤدي إلى حدوث ما يسمى «تفاعل الجسم»، وهذا التفاعل ليس إلا مظهرا للصراع الدائر بين جهاز المناعة وبين الكائن الدقيق أو سُمِّه الذي أدخل إلى الجسم في صورة لقاح، ويكون التفاعل معتدلا في أغلب الأحيان، ويتمثل في حدوث تهيج موضعي في الأنسجة حول موضع حقن اللقاح مع ارتفاع معتدل في درجة حرارة الجسم، وشعور بسيط بالتعب يستمر من يوم إلى ثلاثة أيام. وفي أحيان قليلة يكون تفاعل الجسم شبيها بصورة المرض المراد الوقاية منه، ويحدث ذلك بوجه خاص عند تعاطي لقاح الوقاية من الحصبة، فقد يحدث مرض شبيه بمرض الحصبة لكن أقل وطأة منه، بعد حوالي أسبوع من تعاطي اللقاح، وقد يحدث موقف مشابه بعد حوالي تسعة أيام من تعاطي اللقاح المضاد للحصبة الألمانية. أما الآثار الجانبية لتعاطي الأمصال فهي نادرة الحدوث في الجملة، ولكنها قد تكون خطيرة جدا إذا حدثت بالفعل، فقد ينشأ تلف في المخ نتيجة تعاطي اللقاح الثلاثي، إلا أن نسبة حدوث ذلك لا تتجاوز حالة واحدة بين كل ثلاثمائة ألف شخص يتعاطون اللقاح الثلاثي (اللقاح الثلاثي Triple Vaccine، لقاح يدمج الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي معا)، وقد يحدث تلف في المخ كذلك نتيجة تعاطي مصل الحصبة، وتقدر نسبة الحدوث في هذه الحالة بواحد من كل سبعة وثمانين ألف شخص يتعاطون اللقاح. وعلى ذلك يمكن القول بثقة: إن التلقيح وسيلة ممتازة للوقاية من الأمراض المعدية، وسلاح فعال في حرب الإنسان ضد المرض.
| |
|
خالد العضو المتميز
عدد الرسائل : 1 عدد المساهمات : 167 نقاط : 171 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/02/2010 العمر : 36
| موضوع: رد: الوقاية من الأمراض المُعْدية الأربعاء فبراير 03, 2010 5:58 pm | |
| | |
|