بداية..ألف مبرووووووووووووك للمنتخب المصري الذي أسعد الملايين..
وأود أن أقول أنه رغم صعوبة المباراه ، وقلة الفرص ، والمناوشات السريعه
من المنتخب الغاني ، كنت أجلس في تمام الاطمئنان إلى أن الكأس لنا ، ولا
أدري لماذا ، فالطبيعي - بالنسبة لي - أن أكون في قمة القلق والإثاره مع
كل كره ، اليوم لم يحدث ذلك ، شعرت بثقة طاغيه في لاعبينا ، ربما لا أبالغ
لو قلت أنني من فرط الثقه قلّ عندي الشعور بحلاوة المباراه ، وبفرحة النصر
، وكأنني كنت أشاهد مبارة مسجله أعلم نتيجتها مسبقا..!!!
حين أفكر في ذلك ، أجد أنني لم أثق يوما بما هو مصري ، فموروث لدينا أن كل
ما هو مصري فهو رديء (عقدة الخواجه) ، لا المصنوعات المصريه كمصنوعات
"بلاد بره" ، ولا الطرق المصريه كطرق "بلاد بره" ، وحتى الديموقراطيه
المصريه هي ديموقراطيه من نوع خاص وليست - ككل ما هو مصري - "زي بلاد
بره"..!!
طوال عمري تعلمت - أو عُــلِّـــــمــْــتُ - أن أشك بكفاءتنا في أي شيء
وكل شيء ، وفي أيام قليله تعلمت أن أثق ، بل أن أفرط في الثقه في شيء - إن
جاز التعبير - مصري..!!
ربما لثقتهم بأنفسهم ، أجبرونا أن نثق بهم ، أو ربما لأنهم أهل لأن نثق
بهم ، أهل لأن نحترمهم لأنهم فعلا محترمون ، مصلون ، يشكرون الله ويسجدون
بعد كل فوز ، هم حقا من طراز فريد ، فلا أعلم فريقا يكون معسكره أشبه
بالمعتكف ، صلاة ودعاء وقراءة قرآن ، وأخوة ومحبة وكأنهم إخوة أشقاء ، ليس
المهم من يحرز ، ليس المهم من يسدد الكره ، ليس حتى مهمًا من يلعب ، المهم
هو المصلحة العامه ، وأن تربح مصر في النهايه ، ولأنهم تغيروا تغيرت
نظرتنا لهم ، لأنهم مختلفون اختلف شعورنا بهم..!!
في أزمة مصر والجزائر فكرت أكثر من مره أن أكتب ، لكني في كل مره كنت أجد
حلقة مفقوده ، لم أقتنع بأن هذه هي النهاية ، فقد تعودنا النهايات السعيده
، وكنت موقنا أن العرض مازال مستمرا ، وأن نهاية مختلفه - تعجبني - سوف
تأتي ، وها قد أتت..!!!
ربما لهذا فرحتنا عارمة هذه المره ، ربما شعرنا بأن كرامتنا ردت إلينا على
طبق من ذهب ، بعد مباراة الجزائر ، لأول مره أشعر أني غير مهتم بالكأس ،
المهم أننا هزمنا الجزائر ، والأهم أنهم هم أنفسهم أثبتوا لكل من شاهد
المباراه أنهم فريق من الهمج ، يلعبون الكرة بقوانين المصارعة الحره ،
وحين يجدون حكما يحكم المبارة بقوانينها الحقيقية يثورون ، ويسبون ،
ويقولون بأن الحكم مرتش ٍ..!!!!
أخيرا ، البعض يجد أن كرة القدم لا تستحق كل هذا الإحتفال ، ولم تكن تستحق
كل ما حدث في أزمة مباراة السودان مع الجزائر ، هي في النهاية مجرد لعبه ،
لكنها بالنسبة للكثيرين - وأنا منهم - مصدر للمتعه ، للتسليه ، والأهم
أنها تجعلني أزداد فخرا بأني مصري ، تجعلني أشعر أننا تفوقنا في شيء - أيا
كان هذا الشيء - ، وتجعلني أثق في أن المصري وقت الشده يستطيع أن يصنع
نجاحا مهما كانت الظروف ، كرة القدم المصريه الآن هي مثال ناجح لحسن
الإداره ، والإيمان بالله ، والثقة بالنفس وبالقدره على صنع النجاح ، مثال
للإلتزام ، والكفاح ، وبذل الجهد والعرق لأجل المصلحة العامة قبل الخاصه ،
مثال للإخلاص في العمل من أجل نجاح جماعي ، مثال أتمنى أن يكتمل يوما في
كل ما ه