منتخب الساجدين .... رغم أنوف الحاقدين !! مصر تمر بتغير هائل لا تخطئه
العين الباصرة و هناك حالة من الالتزام العام بدأت تسود المجتمع ، فمن
حكمة الله سبحانه و تعالى أن مكن للدعاة و العلماء منابر فضائية اخترقت
الحواجز التي طالما صنعها الإعلام لعشرات السنوات بين التيار السلفي و بين
الشعوب عبر الأفلام الماجنة و المسلسلات العنصرية و البرامج الكاذبة التي
سخرت كل طاقاتها الخبيثة للنيل من أصحاب اللحى و المنتقبات ...
لكن خلال السنوات القليلة الماضية أصبح التيار السلقي هو الورقة
الرابحة في ميدان الدعوة " على دخن و غبش و اهتزاز و سوء استغلال للمنابر
الفضائية مازال يحتاج لمزيد مراجعة و أظن هذا الخلل نتيجة التمكين
المفاجىء و عدم الإعداد الجيد للوصول لهذه المنابر لكن هناك طفرة واضحة في
الفترة الماضية " .
حالة الالتزام الديني " العام " إن صح الاصطلاح التي صنتعتها الدعوة
الإسلامية ارتبطت بعدد من المظاهر الشكلية أكثر منها جوهرية و إن كانت
بداية طيبة مثل تزايد أعداد المصلين و انتشار الحجاب و الاهتمام بالقنوات
الإسلامية و قلة الاهتمام بالقنوات الهابطة و الساقطة ، كما أن من مظاهر
هذا الالتزام ظهور قطاع من الرياضيين الملتزمين دينيا و أخلاقيا و نحن
لسنا بصدد تحليل الظاهرة و إنما نرصدها رصدا سريعافي ظل الأحداث الرهانة و
الهجمة الشرسة على الإسلام .
مدرب المنتخب الوطني حسن شحاته رجل مصري بسيط فطري و يمكنك أن تقرأ هذا
في ملامحه المصرية و بشرته السمراء و انفعلاته العاطفية إنه يمثل المواطن
المصري " ابن البلد " ليس من الدعاة و لا من العلماء و لكن مدرب المنتخب
الوطني الذي حمل لقب " الفراعنة " لسنوات طوال ثم جاء حسن شحاته و معه
مجموعة من اللاعبين الملتزمين دينيا " بمفهوم الالتزام العام " و استطاعوا
أن يغيروا اسم المنتخب من خلال سجدتم الشهيرة في أرض الملعب مما اجبر
وسائل الإعلام قاطبة أن تطلق عليهم لقب منتخب " الساجدين " .
بالمناسبة لا تعنيني الكرة كثيرا و لا اتابع أخبارها لكن هذه الظاهرة
تستحق الدراسة و خاصة مع ارتباط عدد هائل من الشباب بلاعبي الكرة بل إن
لاعبي الكرة بمثابة نماذج و قدوات لقطاع عريض من الشباب و لقد تأثر الكثير
من شباب العالم العربي و الإسلامي بمحمد أبو تريكة عندما كتب على صدره
عبارة " تعاطفنا مع غزة " و كذلك قام عدد ضخم من الشباب الغير ملتزم بشراء
شريط قرآن بصوت أسامة حسني " لاعب فريق الأهلي " لأنه الاعب المفضل لديهم
.
هناك عدد من المظاهر الطيبة في هذا المنتخب مثل المحافظة على صلاة
الجماعة مما جعل عدد من اللاعبين الغير ملتزمين يحافظون على الصلاة أثناء
معسكرات تدريب المنتخب و أثناء الدورات و قد ألمح حسن شحاته لهذا حيث قال
أنه استطاع أن يقنع أحد لاعبي المنتخب بالمحافظة على صلاة الجماعة رغم أنه
كان لا يصلي قبل هذا ... و كذا قراءة القرآن و حلقات التجويد كما أن
المنتخب حريص على توزيع الأموال و المساعدات على الفقراء في دول أفريقيا
و يبدو أن هذه الظواهر الإسلامية قد اثارت جنون التيار العلماني في مصر
و خارج مصر مما جعل عدد من الصحف و وكالات الأنباء العالمية تصب هجوما
لاذعا على حسن شحاته و على فريقه و تتهمه بالتمييز العنصري كما أن عدد
القنوات التليفزيونية قد خصصت ساعات للهجوم على حسن شحاته مستنكرة "
جريمته النكراء " إذا كيف أصبح الإسلام و الالتزام معيارا لاختيار لاعبي
الكرة ؟! . بعض الإعلاميين في مصر وجدوها فرصة مناسبة لإظهار مدى تمسكهم
بالعلمانية و تبرئهم من تهمة الالتزام الديني عياذا بالله ، فلا دين في
الكورة و لا كورة في الدين بل ربما نسمعهم يقولون يوما ما بملىء الأفواه
لا دين في الدين .... تهافت الإعلاميون لمهاجمة حسن شحاته و نفي تهمة
الالتزام عنه و عن المنتخب الوطني حتى طالب البعض بالعودة للاسم القديم "
الفراعنة " و نبذ مسمى الساجدين لأنه صار مشين و لأن نكون منافقين أفضل
بمئات المرات من أن نكون ملتزمين فتذكرت موقف المنافقين في غزوة الأحزاب
حين نادوا مُخذلين صفوف المسلمين بقولهم ( وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ
مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ) فلم
يقولوا يا أهل المدينة أو يا أهل طيبة و كأنهم يطالبون الموحدين بنبذ
الإسلام و الرضا بما كانوا عليه من الجاهلية لينالوا رضا أهل الكفر و
الضلال ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى
تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ). بل إن البعض ذهب لما هو أبعد فطالب حسن شحاته
بعقد مؤتمر عالمي يوضح فيه حقيقة الأمر و أن المنتخب المصري لا علاقة له
بالدين أن قضية الالتزام هي علاقة خاصة بين العبد و ربه فالاختيارات تتم
على أساس المهارة فقط و الكرة بريئة من تهمة الإرهاب .
أظن ن التيار العلماني " الإنساني " يخشى على المنتخب المصري من
جوانتما بعد أن صار منتخب الساجدين و السجود تهمة و جريمة نكراء عند بني
علمان . اتخيل حسن شحاته في المؤتمر و هو ينفي عن فريقه تهمة الالتزام
الديني يل يقر بأن فريقه هو فريق مدمني الهروين و أنه يضم خيرة الساقطين
المفلسين كما أنهم أحفاد الفراعين و أنهم يتمنون من قلوبهم أن يحشروا مع
فرعون في أسفل سافلين و كل هذا لإرضاء العلمانيين ...
إن حسن شحاته " رجل " شهم و لن يرضخ لهذه المطالب السخيفة بل سيمضي
قدما علما بأن بعض النصارى استغلوا الموقف و اعتبروه من مظاهر التمييز
العنصري ضد أقباط مصر و هذا ديدان المنافقين إذا وجدوا فرصة للطعن في
الإسلام و أهله ركبوا الموجة فورا ....... فلك الله يا إسلام . خالد
الرفاعي