شهد إستاد مدينة بينجيلا الأنجولية الخميس 28 يناير مباراة الدور قبل
النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية و المقامة بأنجولا فوزا ساحقا لأولاد
المعلم (رابح سعدان) على المنتخب المصري .
وشهدت الدقائق الأولى للمباراة سيطرة و استحواذا غير مسبوقين من جانب
محاربي الصحراء الذين دب فيهم الحماس منذ بداية اللقاء و تفوقوا على أبناء
الشيخ (حسن شحاتة) و لقنوهم دروسا في فن كرة القدم النظيفة البعيدة عن
الخشونة و فنون المصارعة التي برع فيها أبناء الشيخ (حسن شحاتة) .
و ظهر واضحا جليا للجميع أن أبناء الصحراء جاءوا من أجل الحفاظ على لقب
البطولة و للحفاظ عليه للمرة الثالثة على التوالي في ظاهرة غير مسبوقة على
المستوى القاري و العالمي .
اتسم لعب أبناء الصحراء بالتركيز الشديد و البعد كل البعد عن التوتر
العصبي و كان نصب أعينهم الوصول إلى مرمى (عصام الحضري) من خلال هجوم منظم
، و توالت هجماتهم الخطرة منذ بداية المباراة .
و التي أسفرت في الدقيقة السادسة و الثلاثين و من خلال إحدى هذه
الهجمات المتتالية عندما وصلت إحدى الكرات إلى اللاعب الفذ (كريم زياني)
الذي انطلق بها في اتجاه مرمي (عصام الحضري) فلم يجد (وائل جمعة) مدافع
الفريق المصري أمامه من حلول إلا عرقلته داخل منطقة الجزاء ، و التي أسفرت
عن احتساب الحكم البنيني (كوفي كودجا) لضربة جزاء لصالح الخضر و حصول
اللاعب (وائل جمعة) على الإنذار الثاني و الطرد ، و كان (جمعة) قد حصل على
إنذار أول نتيجة الخشونة المتعمدة مع حارس الخضر (فوزي شاوشي) في بداية
اللقاء .
و قام اللاعب (حسن يبدا) لاعب الوسط لمنتخب الخضر تسديدها بكل هدوء على يسار (عصام الحضري) مسجلا الهدف الأول لمحاربي الصحراء .
و كان لطرد (وائل جمعة) أثرا خطيرا على الفريق المصري فسيطر الارتباك و
عدم الاتزان على اللاعبين المصريين ، و زاد أيضا من حماس أبناء المعلم
(رابح سعدان) و ثقتهم في أنفسهم فحاولوا تعزيز الهدف بهدف آخر إلا أن
الحكم البنيني أطلق صفارته معلنا نهاية الشوط الأول.
و مع بداية الشوط الثاني حاول منتخب مصر مبادلة محاربي الصحراء اللعب
الهجومي و الضغط على مرماهم معتمدين على الكرات الطولية من وسط الملعب مما
شكل خطورة على مرمى (فوزي شاوشي) الذي اتسم بالتركيز الشديد و لم ينجر
لمحاولات اللاعبين المصريين لفقده هذا التركيز بالخشونة المتعمدة التي
لجئوا إليها .
و في الدقيقة الستين و من ضربة حرة غير مباشرة من خارج منطقة الجزاء
الجزائرية صوب لاعب خط الوسط (أحمد حسن) تسديدة قوية تصدى لها السد العالي
(فوزي شاوشي) حارس الخضر ببراعة منقطعة النظير ، ليثب للعالم أجمع أنه
جدير بلقب السد العالي الذي أطلقه عليه رفاقه ، وأنه جدير فعلا بالفوز
بأحسن حارس إفريقي للمرة الثالثة على التوالي .
و في الدقيقة الخامسة و الثلاثين و من هجمة مرتدة منظمة و سريعة
لأبناء المعلم (رابح سعدان) وصلت الكرة للاعب (عبد القادر غزال) على حدود
منطقة جزاء الفريق المصري ليراوغ بها (سيد معوض) الظهير الأيسر لمنتخب
الساجدين و يسددها بقدمه اليسرى على يمين (عصام الحضري) مسجلا الهدف
الثاني لفريقه مما ضاعف الثقة للاعبي فريقه .
فكثر استحواذهم على الكرة و السيطرة على مجريات اللعب خاصة بعد تلقي
اللاعب الذي لا يتمتع بأي روح رياضية (أحمد المحمدي) بطاقة حمراء لتعمده
الخشونة الغير مبررة أبدا ضد اللاعب الخلوق (نذير بلحاج).
و في الدقيقة الثمانين و من هجمة لأبناء الصحراء تصل الكرة إلى الظهير
(رفيق حليش) لينطلق بها في اتجاه المرمى المصري و يسددها في الزاوية
اليمنى للحارس (عصام الحضري) الذي ظن أنه سيلعبها عرضية فتسكن شباكه مهللة
فرحة بتسجيلهم للهدف الثالث و تأكيد الفوز للجزائريين.
و في الدقيقة السادسة و الثمانيين و من خلال هجمة سريعة لمحاربي
الصحراء وصلت الكرة للاعب (كريم مطمور) الذي انفرد ب (الحضري) حارس مرمى
الفريق المصري الذي خرج عن الروح الرياضية و تعمد الخشونة ضده بركلة قوية
في قدمه اليمنى فلم يجد الحكم أمامه إلا طرده و خاصة أنه كان قد تعدى على
الحكم في الشوط الأول و نطحه برأسه بعد إحراز الخضر للهدف الأول من ضربة
الجزاء معترضا على الطريقة اللولبية التي سدد بها اللاعب (حسن يبدا) الكرة
و التي جعلته يترنح أمام الملايين ممن يشاهدون المباراة و جعلت سيرته على
كل لسان .
و خرج (عصام الحضري) ليقوم الشيخ (حسن شحاتة) بإخراج اللاعب (أحمد
فتحي) ليحل محله الحارس البديل (عبد الواحد السيد) ، بعد ذلك تشهد
المباراة سيطرة غير مسبوقة من أبناء المعلم (رابح سعدان) الذي أثبت بالفعل
أنه مدرب فوق العادة و أنه كان جديرا بالوصول لكأس العالم برغم الإرهاب
الذي مارسته الجماهير المصرية في أم درمان .
و الذي يعرف العالم كله بأنه ليس غريبا على الرياضيين المصريين ، فلقد
أعادت هذه المباراة للأذهان ما فعله اللاعب المصري (محمد رشوان) لاعب
الجودو في أولمبياد لوس أنجلوس عندما أصر على استغلال القدم المكسورة
للاعب الياباني (ياماشتا) و الفوز بالميدالية الذهبية على حساب الأخلاق و
الروح الرياضية ، و التي بسببها ما زالت اليابان حتى وقتنا هذا تقيم حدادا
على الروح الرياضية المصرية .
أما عن المباراة ، فشهدت بعد ذلك سيطرة من محاربي الصحراء مقابل توهان و ترنح و قلة حيلة من الفراعنة .
حتى جاءت الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني لتصل
الكرة إلى اللاعب (كريم مطمور) الذي لم يتعلم الدرس الذي لقنه له الحارس
(عصام الحضري) عندما ركله قبل خروجه ، فاستلم الكرة التي فشل (هاني سعيد)
مدافع المنتخب المصري في تشتيتها لينفرد ب (عبد الواحد السيد) محرزا الهدف
الرابع لمحاربي الصحراء لتنتهي المباراة بفوز الخضر بأربعة أهداف نظيفة و
تأهلهم للمباراة النهائية ليقابلوا نيجيريا التي وصلت للمباراة النهائية
على حساب منتخب غانا.
مؤكدين على عزمهم عدم التخلي عن الحفاظ على البطولة للمرة الثالثة على
التوالي و السابعة له في تاريخ البطولة ، مبروك للجزائر ، و لا عزاء
للفريق المصري .
( عندما قرأت هذه المقالة التي كتبها الصحفي ( رابح ) زميلي بالغرفة ،
أخذتني حالة هستيرية من الضحك عندها نظرت إليه فوجدته نائما دون غطاء ،
فشددت عليه غطاءه لعل هذه الأحلام لا تراوده ثانية )