فى وقت مبكر من يوم الجمعة الماضى طرق باب منزلى وقمت وانا اتضجر من هذا الزائر
وانا اتمتم ببعض الكلمات :ناس ماعندهاش دم تلاقيــه الزبال او بتاع اللبن يعنى لازم
ييجى بدرى كدة يوم الجمعة وبعد أخذ و رد وانا اتقلب فوق سريرى رفع يدة عن الجرس
لبعض الوقت وكنت قد هممت ان اقوم وافتح الباب فرميت نفسى على السرير وقلت ربما يكون
قد مـــــل ومضى الى حال سبيله..وتركنى اخلد الى النوم وبعد بضعة دقائق وكنت قد
اختطفت ثوانى من النوم عاد يدق الجرس مرة اخرى ، فكان لابد ان اقوم وافتح الباب
وانا على استعداد ان اقتل قتيل وأنا رجل قانون وعندما نظرت من العين السحرية التى
نتبين منها من الذى يطرق باب منزلنا لمحت عيناى رجلآ عجوز يكاد عمرة يتعدى الألفين
عاما من الزمان ومن الواضح انـه فاجأتة نوبة قلبية ووافتـــه المنيه اثناء الطرق
على الباب فاخذتنى بة رأفه ورغم اننى لا اعرفه وبسرعه فتحت له الباب وتبين لى انه
مازال يتنفس وعلى قيد الحياة واسرعت وعلى عجل احضرت له كوبا من الماء وناولته
لـــــه..
وبعد أن شرب وتنفس الصعداء ســألتــه من تكون أيها الشيخ وهل من خدمه
اؤديها اليك فاجابنى بصوت مترنح: ادخلنى يا ولدى لقد جئت اقصــــد دارك ولم أتردد
فى ادخاله بعد ما رق اليه قلبى وطرقت لأن اعرف قصة هذا الرجل العجيب الذى وكأنـه
جاء من كوكب اخر وعلى عجل امسكت بيده واصطحبتـه الى داخل الشقه وعلى الرغم انه رجل
غريب ولكنه رجل عجوز وليس منه خـــوف بل عجوز جدا جدا جدا بــــل كاد يكون من الزمن
القديم .وبسرعه اجلستـــه على المقعد وعزمت عليه ان احضر لـــه فطورا او بعض
العصائر فرفض وأصـر على رفضه وقال كلمة عجيبة: انا لم اذق الطعام او الشراب منذ
ستينيات القرن الماضى ولكى لااحرجــــه ولكى لا أخرج صوتآ اثناء الضحك وضعت يدى على
فمى فنظر الى نظره بعمق تطوى معها خمسون سنه من الزمــــان ..
وقال: لما
تضحك وأجبته: لا ياشيخى لاتهتم فانا اصبحت لا استغرب اى شئ اسمعة فى هذا الزمان
وهززت رأسى عدة مرات وقلت من الممكن :ومرة اخـرى عدت الى الضحك واضعا كفى على فخذ
الرجل قائلا: اضحك يا شيخى العزيز اضحك ولاتهتم وبصوت منحفض لم يسمعــه رحت اتمتم
قائلا: خلاص الحاله فى البلد دى خلت الناس اتجننت ؟وموجها الحديث اليه قلت لـــه
المهم قلت لى وانت على الباب انك جئت تقصد دارى فاخبرنى ماذا تريد منى ؛فاجابنى
قائلا: قالولى انك محامى متميز و بارع وكثير الحجج على خصومك فرددت علية قائلا: هذا
من فضل الله ولكن ياجدى ان كان لك قضية فاذهب بها الى الى المكتب اننى لا اتلقى
القضايا فى المنزل فهناك محامون يتلقون القضايا بدلا منى وبعد ان يدرسونها يعرضونها
على فقاطعنى قائلا: اعرف ياولدى أن لك مكتبا وأن وقتك ثمين جدا وانك لاتقابل احدآ
ليعرض عليك قضاياه فى منزلك فنظرت الية مرة اخرى ولكن هذة النظره كانت غير سبيقتها
ولكى انهى هذا اللقاء لم اتكلم و لم اجادله و قلت له:خيرا يا جدى اخبرنى ماهى فحوى
قضيتك
،ولكـــنه هذه المره هو الى ضحــك وضحـــك وضحك وأنــــا مستــغرب من
موقف هـــذا الرجـل ولكنى قلــت: صبرا وعادوتـــه الســؤال؟؟
ليســت قضيتى بل
قضيتك وأستأذنته لكى احضــر الاجنده والقلم وانا فى المنزل احب الفوضى الخلاقه ،كما
قالت كونداليز رايس ..
ولكن ليس على الفكــر الامريكى ولكن على الفكـر المنزلى
وامرأتى تعتمد على الخادمه فى كل شىء و الخادمه لم تحضر اليوم مبكرا لان اليوم يوم
الجمعه وهى تعرف اننى لا احب ان يزعجـنى احد فى هذا اليوم حتى الحاديه عشر
صباحآ،ولكن ما شغلكم انتم بهذا الامر المهم أنا اعتدت أن اقنع نفسى ان هذه الفوضــى
فوضى خلاقه بالفعل لأنــــه عندما تحضر الخادمه وترتب لى اشيائى وحاجاتى احس
بالنظام وأنه ويرجع الفضل فى هذا الامر لزوجتى الكسوله و عندما اعود فى الخامسه بعد
الظهر كل يوم اتمتع بالنظـــام حتى يأتى اليوم التالى وهكذا....... المهم
لم
استغــرق الكثير فى احضار القلم والاجنده .. لقد وجدتهم تحت المكتب الصغير فى حجره
الاستقبـال ولكى انهى هذا اللقاء.
لقد عاد جســـدى مره اخرى للارتخاء وتمنيت ان
ينهى هذا الرجل المقابـله واعود الى النوم وعلى عجل فتحت الاجنده وامسكت بالقلم
وسألته فى عجاله: قل لي يأيها الشيخ ما اســـمك؟ فأجـــابنى اجابه خدرت اطرافى حتى
كـــدت لا أستطيع أن امسك بالقلم ....
قال لــى اسمــى الشارع وبسرعه قلت
لــه سلام قول من رب رحيــــم أنا مش عارف ايه البلد الخربانه ديه اخر ما
بيزهقـــوا منكم فى المـــستشفيات بيسرحكوا والنتيجــه ... زى ما قــلت انت كده
بالظبط.. فطأطأ الرجل رأسه بين قدميه وقال: أحسبتنى مجنونآ يابنى نعم أنــا اسمى
الشـــارع فقلـــت له لا بأس يا أبى لا بأس ورحـــت أتمتم ببعض الكــلمات ما هى
كــانت ليله سودا ما دام عملتلى فى شعرهــا عرف الديك وانا بتشـــائم دايمآ من
عــرف الديـــك .... دايمآ تحصل بعده مصيبه فقاطعنى الــرجل ....
ماذا تقول
يابنى ؟ فقلت له: لا يا والدى لا شىء اننى اهذى وامسكــت بالقلم لكى انهى هذه
المهزله وكـــتبت ...
المدعى بالحق المدنــى : الشارع وسألته: كم عمرك يا
والدى فرد علــيا لا أعلم يابنى هو من عمــر الدنيا ولم يكــن عند مـــا ولدت محل
قيد للمواليــد وعلى العموم اكتب مجازآ خمســـه الاف ســــنه من الزمان فهززت رأسى
قــــائلآ يا أبى هذا قليلآ جدآ فلنجعــله
عـــشره الاف سنه فقال لــــى اكتب
كمــــا شئت يابنى ثــم عاودت اليه السؤال ....
من هو الخصم فى قضيتك ياشيـــخى
العزيز؟ فرد عليا قائلآ ... أنت وغــيرك وكل أبنــاء جلدتـــك وعــشيرتك وأخـــيك
الصحفى الذى سبنى الاسبـــوع الماضى فى عمــوده الدائم فى الجرنال الذى يكتب فيه
فــألقيت بالقلم على صفحات الاجنده وقـــلت لــه :
أخــــى احمد !!!؟؟ قالى
لى نعم وأنــا ارفع هذه القضيه ضـد اخيك بالذات فلفت انتباهــى انه يعرف أخــى احمد
ويعرف انه صــحفى مشهور ولــه عمودآ اسبوعيـــآ يكتبه دائمــا فى الجريــده التــى
يعـمل فيها فنــظرت اليه مره اخرى وانا استغرب من كـــلام هذا الرجـل الذى جاء لــى
لأرفع لـــه قضيــه ضد أخى وموجهآ الكلام اليه قــلت لــه مـا علينــا ما هــى نوع
القضيه التى سترفعها على أخـــى فأجابنى قضــيه سب وقذف فقلت لــه وبما سبـك وقذفك
.....
فـأجـابنى الرجل: لقد سبنى على صفحات جريدته اننــــى لى أبناءّ غير
شرعيين يعيثـــون فى الارض فسادآ ويهلكون الحــرث والنـسل ويغتصبـون الاطفال
ويخطفون حقــائب السيدات ويقـتلون الانفس ويتــسولون وغير ذلـــك من التهم التى لم
أعــرف من أين جاءوا بهــا ففـركت عينــاى من شده النعس وهل لك أبناء من ذلك النوع
ياسيدى فرد الرجـل غاضبآ : لا يابنى لا ولو كان لى ابناء من هذا النوع ما تجرأت
لكــى احضــر اليك وأعرض عـــليك قضيتى ..
وعدت مرة اخرى ولكن هذه المره افرك
رأسى الذى كاد ينفجر من الغيظ قائلآ له بصوت مرتفع ماذا قال اخى فى سبه لــك أيها
الشيخ
؟؟؟ ....فأجابنى قائلآ ان اخـــيك قــال ان هؤلاء الاطفال ابنــاء الشارع
وانا ليس لى ابناءّ بهذا الوصف ابنائى جميعهم الذين تربوا فوقى هم مثلك ومثل غـيرك
من الابناء الطيبين او كلما جاء شخص ضال خاطئآ نسبوه لى وانهالوا عـليا بالسب
والشتـائم
ألم تكن أنت لـى ابنآ فـي يوم من الأيام، الم تلعب فــوقى بالكره
الشراب انتا واصحابك امام منزلكم فى العطلات الرسميه؟ ...
ألم ترسم فوقى أختك
أسماء رسمآ لتلعب داخله لعبــه الحجله وراحــه تنط وتنط فوقى هى وصديقاتها أمام
منزلكم وكــنت سعيدآ بذلك وافرح بســعادتكم واتحمل ركــلكم وبصقكم فوق رأسى وبعد ما
ربيتكم رحتم تسبوننى وتلعنونى وكل ولد فاسد ترجعونه لى ..!
وترموننى باللوم
والشتائم حتى وصــل صيتى وفضيحـــتى للامريكــان عندمـا ارادت ان تسب مادلين
اولبرايت الامريكيه الاطفال الفلسطينين قالت عنهم انهم اولاد الشوارع .... لسان
كاذب ينطق بالحق نـعم هؤلاء اولادى الشرعيين وانا أفخر بهم
ان هؤلاء لــم أتبرأ
منهم أبدآ هما فعلآ (رجاله) وقفوا وصمدوا ليدافعوا عنى بارواحهم ودمائهم ولكن
المفســدين الذين تــكلم عنهم اخــيك فى جرناله ليسوا ابنائى ابدآ ابدآ ولا أعرفهم
لقد الحقــوا بي العـار وبينمــا أنا على هــذه الحال أجادل الرجــل والرجـل
يجـادلنى قمت على صوت طرق الباب ففتحت عيناى وجدت نفـسى وقعت بجانب السرير وبســرعه
نظرت الى الســاعه التــى فوق الحائط فى غرفه نومى وجدتــها الساعه الحاديه عــشر
كما تعودت أن اصحو يوم الجمعـة..