عندما نتكلّم عن الجمال فنحن نتكلّم عنه من منطلق أنّه قضيّة أساسية تهمّ الرجل ،والمرأة؛وقد قال رسول الله –صلى الله عليه ،وسلّم-"تنكح المرأة لأربع لمالها ،ولحسبها ،ولجمالها،ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك."متفق عليه.
لاحظ كيف ذكر رسول الله –عليه الصلاة، والسلام- صفة الجمال، وأنّها مرغوبة لدى الناس، ولكن لماذا ذكر من صفات طلب المرأة الجمال،ولم يذكر هذه الصفة في الرجال؟ لماذا قال في الرجال:" إذا أتاكم من ترضون دينه ،وخلقه فزوّجوه ...؟ لماذا جعل الصفة المرغوبة في الرجل الدين، والخلق؟ ذلك لأنّ الدين، والخلق بحدّ ذاته جمال لدى الرجل في عين المرأة لماذا عندما نرى رجلا يمشي مع امرأته يعطينا البصر عدم التناسب هذين الزوجين مع بعضهما؟ لأنّنا نظرنا إلى الشكل فقط ،والبصر لا يدرك جمال الروح ،ولا يعرف أنّ هذين الزوجين بينهما قناعة روحيّة،وجمال روح طغى على الشكل فجمعهما مع بعض..
لقد تعودنا من خلال التلفاز أنّ الجمال إنّما يكون بالشكل من خلال الممثلات، والفنانات، والمطربات، والمذيعات..ولا نعلم أنّ هذه الفنانة قد تبقى ساعات طويلة أمام المرآة تجعل نفسها تبدو بهذا الشكل الحسن..وهذا ما نلاحظه في مسابقة ملكات الجمال فهي تدور كلها حول شكل المرأة ومفاتن جسدها..فلم نسمع يوما مسابقة جمال الروح،أو جمال الخلق ،أو جمال الدين..لقد أصبح اهتمامنا اليوم بالمظهر،وطغى على حياتنا.. حتّى المتحجبات دخلن هذا النفق المظلم،وتحوّل الحجاب إلى زينة ،وفتنة،لأنّه خرج عن الشروط الصحيحة للباس الشرعيّ،ناهيك عن المساحيق التي تضعها المرأة المتحجبة على وجهها..سبحان الله! أيّ حجاب هذا للنامصات ،والمتنمّصات ،والمائلات ،المميلات؟!..
فأن نجعل الجمال يأخذ كل اهتمامنا ،ونشغل به ،وننسى جمال النفس ،والروح ،والخلق ،والدين ؛حيث أصبحت الفضائيات تروج الفتاة على أنّها سلعة تباع ،ووظفت جمالها في كل شيء حتى لاحظنا نجاح البرامج التافهة بسبب الفتيات الجميلات ،وفقط..
فيا أيّتها الفتاة المسلمة ليكن أول اهتمامك جمال الروح ،والدين ،والخلق ليتكامل بجمال الجسد،والشكل وفق ضوابط شرعيّة ؛فهذا هو جمالك الحقيقيّ،والمركب الذي يوصلك إلى الرضوان ،في ظل ظليل في جنّات عدن..