بسم الله الرحمن الرحيم.........
من أهم قضايا الايمان عند المسلم ان يؤمن بأن الله كتب الرزق له وقسمه قبل أن يولد،فمن حديث ابن مسعود
أن الله ـ تعالى ـ يأمر الملك الموكل بنفخ الروح في الجنين بأربع كلمات:يكتب رزقه،وأجله،وعمله،وشقيٌ هوام سعيد . {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
يجب على المسلم الاخذ بأسباب الرزق والامتناع عن موانعه وهي :
1ـ الايمان والعمل الصالح
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}
2ـ إقامة شرع الله
,وهي ان تجعل حياتك كلها على منهج الله’نفسك وبيتك ومجتمعك وعملك,{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً}
3ـ إحسان العمل والاخلاص
:فكأن الرزق الذي جاء مريم وأدهش زكريا أنها كانت صدّيقة متجردة لله تعالى , وكان مظهرقبول الله تعالى لها ذلك الرزق العجيب.
…{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
4ـ الاستغفار:
انظروا الى نوح عليه السلام وقد ملأ اليقين قلبه بعطاء الله ورزقِه يقدم الى قومه هدية الاستغفار,وياليتهم قبلوها :{فقلْتُ اسْتغفِروا ربّكم إنْهُ كان غفاراً يرسِلُ السماءَ عليكم مّدراراً ويُمْدِدْكُمْ بأموالٍ وبنينَ ويجعل لّكمْ أنهاراًّ مالكمْ لاترجونَ للهِ وقَاراً} وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلّم:[من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ
ضيقٍ مخرجاً ومن كل همٍ فرجاً ورزقه من حيث لايحتسب]
َ5ـ البرّوصلة الأرحام:
وعجيبه تلك الوصيه بالارحام في ديننا ،حتى أن الله تعالى لمّا خلق الرحم قال لها:أرضيت ان أجعل لك أسماّ من اسمي؟من وصلكِ فقد وصلني ،ومن قطعك فقد قطعني....ثم إنبساط الرزق يترتب على صلة الرحم،يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:من سرّهُ أنْ يُبسطَ لهُ في رزقه ،اويُنْسأَ له في أثرهِ فليصلْ رَحمه.
6ـ التقوى:
وهي الخوف والرجاء والمنتظر ممن يرجو رزق الله ان يعمل على عدم إغْضابه فهي دائره مغلقه على الخيرإياك أن تكسرها قال تعالى:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }.
7ـ التبكير في طلب الرزق:
وكأنا نستمع مع أصوات الطيور الغاديه مع بدايات اشعة الشمس في أول النهار إلى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يردده الكون من حولنا :اللهم بارك لأمتي في بكورها.
رجلٌ تاجر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاق عليه الحال يوماً هذا الصحابي أسمه صخر الغا مدي تذكرهذا الدعاء فكان إذابعث تجارة بعثها أول النهار ومع بكور الصباح فكثر ماله.
....عن صخر الغامدي وهو رجلٌ من الازد ان النبي صلى الله عليه وسلم:قال اللهم بارك لامتي في بكورها.قال وكان رسول الله إذا بعث سريّةً
بعثهم اول النهار وكان صخر رجلاً تاجراً وكان له غلمان فكان يبعث غلمانه من اول النهار قال:فكثر ماله حتى كان لا يدري اين يضعه......رواه احمد,
8ـ لايمنع التوكل الاخذ بالاسباب:
عن عمر ابن الخطاب قال:قال رسول الله صلى الله عليه لو انكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير,تغدو خماصاً وتروح بطاناً ...اي تغدوفي الصباح بطونها خاويه وتعود في المساء وقد امتلأت البطون رزقاً من سعيها ولذلك ربط الله تعالى الاكل بالمشي فقال :{فامشوا في مناكبها وَكُلوامن رِزْقهِ وإليهِ النُشُور}
والاشارات القرانيه تضيء لنا تلك القضيه فهل كان يحتاج موسى الى [اضرب] اوتحتاج مريم الى[وهُزّي] فإن البحر كان مفلوقاً والرطب كان متساقطاً بقدر الله ولا شك
إلا ان الله تعالى ربط قَدَرَه وعطاءه بضرب موسى للبحر وهز مريم للجذع وهذا الجهد ...
فقال لموسى{
اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم}
وقال لمريم{وهزي إليكِ بِجِذْع النخْلةِ تُساقِطْ عليكِ رُطَباً جَنياً} فهل بقي للكسالى حجةٌوهل مازال المتوكلون نائمين؟.
.
9ـ الدعاء
فالله تعالى يجيب المضطر إذادعاه...و المضطر هو الذي أعطى كل طاقته ثم يطلب من الله’ فليس القاعد الكسول مضطراً ولذلك قيل إن الله يحب ان يرى اليد المرفوعه بالدعاء ، وقد أمسكت بالفأس تضرب بها الأرض. فاستمعوا يامن أهمتكم الهموم ،وأقضّتْ مضاجعكم الديون عن سعيد الخدري قال :دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ المسجد فإذا هو برجلٍ من الانصار يُقالُ له أبو أمامةَ فقال:[يا أبا أمامةَ :مالي أراك جالساً في المسجدغير وقت الصلاة؟ قال هموم لزمتني وديونٌ يا رسول الله قال افلا أعلمك كلاماً إذا انت قلته أذهب الله ـعز وجلّ ـ همك وقضى عنك دينك؟ قال:قلت بلى يارسول الله
قال : قل إذاأصبحت وإذا أمسيت اللهم إني اعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذبك من العجزوالكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل ’ واعوذ بك من غلبة الدين
وقهر الرجال..قال ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجلّ همي وقضى عني ديني.
10ـ شكر النعمة:
إنها معادلة ربانيه لا جدال فيها: إن الزيادة قرينة الشكر والعكس صحيح ..يقول الله تعالى{وإذْ تأذن ربكمْ لئِنْ شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}
وبناءً على هذه المعادلة فإن التمره تحتاج الى الشكر عليها حتى تزيد عن انس رضي الله عنه أن سائلاً اتى ا لنبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه تمرة
فقال الرجل :سبحان الله نبي يتصدق بتمرة فقال له الني صلى الله عليه وسلم:أما علمت أنّ فيها مثاقيل كثيرة؟ . واتاه اخر فسأله فأعطاه تمرة فقال:تمرة من نبي؟ والله لاتفارقني ما بقيت ولا أزال أرجو بركتها أبداً، فأمر له النبي صلى الله عليه وسلم بمعروف ،ثم ما لبث الرجل أن أغناه الله.
11ـ الصدقة :
وهذا هو أعجب العجب أن تأخذ من الشيء فيزيد ولكن إذاعرفت أين تقع الصدقه يزول العجب ...يقول تعالى{وما أنْفَقتم من شيءٍ فهوَ يُخْلِِفهُ}
ولذلك يسارع النبي صلى الله عليه وسلم الى بلال عندما يستشعر منه الإمساك قائلاً [أنفق بلالا،ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً] ويجنّد الله للمنفقين ملائكة يدعون لهم :عن ابي هريره رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما :اللهم أعطِ منفقاً
خلفاً ،ويقولالاخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً..
12ـ الصلاة على النبي:
وهي خاتمة المسك ورابطة العقد وكلما استغرقت فيها كلما كان العطاء... قال صلى الله عليه وسلم [اتاني آتٍ من ربي فقال : لا يصلي عليك عبدٌ صلاة إلا صليت عليه عشراً. فقال رجل:يا رسول الله:ألا أجعل نصف دعائي لك؟ قال :إ[إنْ شئتَ] قال ألا أجعل كل دعائي لك ؟ قال:[وإذا يكفيك الله همّ الدنيا والاخرة]
دمتم في رعاية الله