قالت صحيفة الوفد المصرية:"لا يزال الرئيس السابق مبارك يرقد بمستشفى شرم الشيخ الدولى بعد أن تردد الشائعات بنقله إلى مستشفى الجلاء العسكرى بالقاهرة والقوات الجوية، وأكدت المصادر الطبية داخل مستشفى شرم الشيخ الدولى تحسن صحة الرئيس السابق، لكنه دخل فى حالة اكتئاب وبكاء وزادت حالته النفسية سوءاً، وقالت المصادر إن سوزان مبارك اشتد عليها الحزن بعد حبس جمال وعلاء مبارك.
فيما شهدت الأسواق حالة من الثبات بعد قرار المستشار عبد المجيد محمود حبس مبارك ونجليه بعد توافد رؤوس النظام السابق على سجن المزرعة بطره، وأدت هذه الأنباء إلى انتشار حالة من التفاؤل لدى عموم المصريين وسارع التجار الذين احتفلوا على طريقتهم الخاصة وقاموا بضبط أسعار السلع ولم يتجهوا للمغالاة".
قضى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يومه الثاني في الحبس امس مصابا بالاكتئاب الشديد، ويعاني من اضطرابات في ضغط الدم والنبض اوجبت نقله الى غرفة العناية المركزة، بينما رفض تناول الافطار الذي اعدته زوجة نجله علاء.
وقالت مصادر ان مبارك عانى ارتفاعا حادا في الضغط بعد ان طالع خبر حبسه في صحف الامس، وانه قليل الكلام، ولا يكاد يتحدث الا مع اطبائه، ومحاميه فريد الديب الذي كان حضر معه التحقيقات واختلى به لاكثر من ساعة امس، وقال بعدها انه لا يوجد دليل على اصداره اوامر بقتل المتظاهرين ما يجعل موقفه جيدا في القضية. وحذر اطباء نفسيون من ان حالته النفسية قد تسهم في الاسراع بتدهور حالته الصحية، ما يعرف بـ'الانتحار اللاارادي'.
وقال الدكتور احمد شوكة استشاري الطب النفسي في تصريحات لـ'القدس العربي': ان مبارك يعاني حالة اكتئابية وصدمة عصبية انهارت امامها دفاعاته السيكولوجية، كرد فعل على قرار حبسه.
واضاف ان عنجهية مبارك كانت تجعله يرفض ان يصدق ما يحدث له، وان ما يعانيه من حالة اكتئابية تصاحبها مشاعر خوف وتوتر شديدين، ومن المؤكد انها تسهم في تدهور حالته الصحية، حيث ان الاكتئاب مرض عضوي وله اعراض جسمانية، خاصة عند المصابين بالضغط والسكري والسرطان كما هي حالة مبارك.
واضاف ان الامتناع عن الطعام والشراب والكلام اعراض محتملة ويمكن ان يؤدي تفاقمها الى نوع من 'الانتحار اللارادي'.
وتضاربت التكهنات بشأن مكان السيدة سوزان مبارك التي اختفت عن الانظار منذ مساء الثلاثاء، واكد موقع التلفزيون الرسمي مساء امس الاول، انها تخضع للتحقيق في 'مكان سيادي' مجهول، وانها قد تواجه قرارا مشابها بالحبس، الا انه عاد وسحب الخبر بسرعة نافيا صحته.
وكان بلاغ للنائب العام اتهم سوزان بالاستيلاء على 145 مليون دولار من اموال مكتبة الاسكندرية، وهو ما نفته عائلة مبارك في بيان رسمي.
وفي سجن مزرعة طرة الذي اصبح يزدحم بالمشاهير وكبار المسؤولين من اركان نظام مبارك، قضى جمال وعلاء الليلة الاولى في عنبر اخلي خصيصا لهما، وفي الصباح رحب بهما احمد عز امين تنظيم الحزب الوطني السابق وانس الفقي وزير الاعلام السابق، الا ان علاء رفض الحديث او تناول الافطار معهما، وانزوى بعيدا. وكان علاء تشاجر مع جمال عشية تنحية مبارك، واتهمه بانه كان السبب هو و'شلته' في اهانة والدهما وضياع شرفه العسكري.
وتضم 'شلة جمال' في السجن كذلك احمد المغربي وزهير جرانة وزيري الاسكان والسياحة السابقين واحمد نظيف رئيس الوزراء الاسبق.
وقالت مصادر ان صفوت الشريف في عزلة شبه تامة ولايتحدث مع احد، بل انه رفض تناول ادويته، وكان التقى نظيف في اليوم الاول لوصوله، فقال له 'شفت العيال بتوع ميدان التحرير عملوا فينا ايه؟' فرد عليه نظيف بالقول 'انها مسؤولية العادلي. خرب بيتنا'.
واعتبر مراقبون ان حبس آل مبارك الذي قضى على هواجس كانت تراود البعض باحتمال فراره او حتى عودته للسلطة، سيفتح خزانة اسرار الفساد في مصر، بعد ان تأكد كبار معاونيه الموجودين داخل السجن وخارجه من انه وقع تحت طائلة القانون، وانه سينال عقابه، ولم يعد قادرا على الانتقام في حال كشفهم حقيقة ما يربطه بهم من مصالح.
ورأوا ان المجلس العسكري الحاكم حسم امره، بعد ان تحول مبارك الى عبء عليهم، وتهديد لاستقرار البلاد ينذر بتحول الغضب الشعبي الى رموز الحكم الجديد.
وتوقعوا ان تتسارع الاجراءات القانونية والمحاكمات في الفترة المقبلة 'حتى ترتاح البلاد' ويتفرغ الشارع الى العملية الدستورية التاريخية التي ستشهدها مصر هذا العام بانتخاب برلمان ورئيس جديدين.