..
مِنَ المؤكَّد بأنَّ الحياةَ التي نعيشها أشبه بالمدرسة ، ففيها الطالب الذكي والأقلُّ ذكاءًا وسريعُ الفهم وغيره .. بالإضافةِ إلى منْ يتعامل مع الموقف بحسْنِ تصرفٍ ، وهناك من لا يستطيعُ التعامل مع المواقف ؛ لأنَّه لم يسْبق له أنْ وقعَ في موقفٍ مشابه حتى يتم استعمال بعضٍ من خبراتِه لمعالجةِ الحالةِ الطارئة التي وقع فيها .
هذهِ هي حياتُنا نتعلَّمُ منها ، فالطالبُ يتعلَّمُ من معلمه .. وربما يتعلَّمُ المعلم من طالبه ؛ لأنَّ ما نعيشه في حياتنا لا بدَّ أن نقتسم منها الخبرات فيما نتعلمه ، فلا يمكن أن يعيش الإنسان وهو عَالِم ، فكلنا بدأنا من ( الصفر ) ..
ولا شكَّ أنَّ الانسان في حياتِه يلْقى أمزجةً مختلفة ممَّنْ يعيشون معه ، فهناك : المُحب والمبغض والمؤيِّد والنَّاقد .. وهذا ما سأتحدَّثُ عنه هو ( النَّاقد ) ؛ لأنَّه المحب والمبغض والمؤيِّد ، فالنقد يختلفُ ممن صَدَرَ منه ، على الرغم من دراسته ودوافعه وأهدافه المتعدِّدة ، إلاَّ أن النقد أصبحَ يُشكِّلُ فهماً غير المقصود منه ؛ لأنَّ النقد يَخرجُ من الصديق والغريب والقريب ، وأحياناً يصْدر من العدو .
وهذا ما نواجهه .. فهناكَ من المجتمعات من يَفهمُ النَّقدَ عن مقصوده الحقيقي ، ( فالنقدُ ) هو التفريقُ بين الجيِّدِ والرديء والتمييز بينهما ، مع الأخذِ بالجيد وتهذيبه ، وتطويرِ الرديْ إلى ما هو أفضل .. إلاَّ أنَّ بعضاً من الناس أتى وفسَّر النقد على هواه على أنه لمْس المشاعر والذاتِ والحقد الذي دُفِنَ منذ سنواتٍ ويظْهر وقتما تحينُ الفرص ..
إذنْ فثقافةُ النقدِ تختلف من شخصٍ لآخر ، وكلٌّ من الأطراف التي صدرَ منهم النقد يرون بأنَّهمْ على حق ؛ وذلك بحسْب ثقافةِ كل شخص ..
إذن .. فما الواجبُ علينا تجاهَ النقد ؟!!
الواجِبُ عليْنا هو أنْ نعوِّدَ أنفسنا على الحِلْمِ وسِعَةِ الصَّدْر والصَّبر . إضافةً إلى عدمِ الغضب فيما نسمع أو نرى من النقد - وعندَ الغضب لا بدَّ أنْ نتحكَّمَ فيه وفي مشاعرنا ؛ حتى لا نُضِرَّ أنفسنا وغيرنا - ، فربما يكون النقدُ لاذعاً مثل السَّوطِ تحتَ وطأةِ الشتاء ، أو يكونُ مثل النسيمِ البارد تحت شمسنا الحارَّة ؛ لأنَّ ثقافة النقد تختلف من شخصٍ لآخر ، فنحنُ ننْعمُ بنعمةِ العلم وفهم الأمورِ وإدراكها ، فلا بدَّ أنْ نَعْلَم بأنَّ هناك أناسٌ يجهلونَ العِلم وحُرِموا من بركته ولا يستطيعون تقديم العبارة اللَّبقة ، والكلمةِ الحسنة ، فلا بُدَّ أن نكون نحنُ من نعلِّمهم عن طريقِ الأخلاقِ الرفيعةِ والتي علَّمنا نبينا الكريمِ عليه أفضل الصلاةِ والتسليم ..
إذنْ فمهما اختلف النقد وتنوَّع ، يبقى نحنُ في طريقة تعاملِنا معه ، فلا بدَّ أن نُعامِل النقد على أنَّه تطويرٌ لنا ، حتَّى ولو جاء عن طريقِ الغضبِ وعدمِ السيْطرة فالنقْدُ يتبادرُ إلى أذهانِنا أنَّ في معناه الغضب وسوء الظن ، لكنَّ معناهُ قيِّمٌ ومدلولٌ رائع ، فهو الرؤية للتحسين ، والعمل على مواصلةِ النجاح ، ففي حياتنا نمتلئ بأناسٍ لا يجيدون التحدث ولا حتى تقديمِ النصيحة ؛ لكنهم يستطيعون تبصيرنا بدقائق خافيةٍ لا نراها ولا نعلم حقيقتها .. فلا بدَّ أن نحمل داخل أنفسنا أقلامَ الألفة وأوراق المشاعر ؛ ندوِّن فيها كلَّ ما نسمعهُ وكل نقدٍ أتى من غير قصد ، فنعودَ ونراجع أنفسنا ؛ حتى نبني حياةً جديدة ، بأمل كبير .
إذن ..
فالكاتب يحتاج إلى النقد ، والقارئ يحتاج إلى النقد ، والعالم والمعلِّم والمهني والتقني وحتى اللاعب يحتاج إلى النقد .
فكلَّما تطورنا عن سابِقنا وحياتِنا ورأينا بأننا تغيَّرنا إلى الأفضل عما كنا في السابق فلنعلمْ بأننا استفدنا مما سمعنا ومما قرأنا ومما سقط علينا من النقد .
....
هذا رأيٌ من الآراء اتخذتها وكتبتها حوْل النقد ، فماذا عنْكَ أخي الفاضل الكريم أريدُ منْكَ رأيٌ حول من ينتقدنا ..
* هل ترى في النَّقد على أنها مهارة لا بدَّ أن نتعلَّمها ؟
* هل تَطوُّرُك خلال السنوات الحالية من استفادتِكَ من النقد بكل الطرق ؟
* كيف تتعامل مع منْ ينتقد كل ما تقوله وما تكتبه ، هل تأخذها بعين الاعتبار أم ترد بالمثل ؟
أسئلةٌ اختياريَّة فمن أحبَّ أن يجيبَ عليها فليملأ صفحتي بجميل آرائه ، ومن أراد الا يجيبَ عليها فالأجمل بأنَّه شارك الحضور والقراءة .