هلع عالمي من تحول "انفلونزا الخنازير" الى وباء

هلع عالمي من تحول "انفلونزا الخنازير" الى وباء

رفعت معظم الدول في القارات الخمس درجة تأهبها لمواجهة عدوى فيروس انفلونزا الخنازير " H1N1 " مع تزايد ظهور حالات الإصابة بالمرض في مختلف بلدان العالم. فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الامور تتطور بتسارع وقد تصبح كارثية اذا تحول المرض إلى وباء عالمي.

فيما تتخذ معظم الدول اجراءات مراقبة وفحص صارمة في المطارات والمنافذ البحرية والبرية. وفي الوقت الذي تحاول منظمة الصحة العالمية حاليا التخفيف من آثار تقاريرها وتحذيراتها خلال الايام الماضية التي اصابت الكثيرين بالذعر، عدّ برنامج الانفلونزا في المركز الأوروبي لمراقبة الامراض التابع للاتحاد الأوروبي ان نسبة الذين يمكن ان يصابوا نظريا بمرض انفلونزا الخنازير في حال تحوله الى وباء قد تصل الى 50% من السكان وذلك قياسا الى نتائج ثلاثة اوبئة شهدها القرن العشرين.


ماهي علامات المرض؟:
أعراضه الرئيسة هي: ارتفاع درجة الحرارة، السعال، فقدان مفاجئ للشهية، الخمول، فقدان التركيز، تصلب المفاصل، التقيؤ والاسهال، صعوبات في التنفس وافرازات أنفية أو التهابات في القصبات الهوائية، وأخيرا الاغماء الذي يفضي إلى الموت.


ما هو مرض انفلونزا الخنازير؟:
تنتشر انفلونزا الخنازير عبر الاستنشاق. وهي مرض فيروسي معد وبائي بشكل حاد يصيب الخنازير بشكل رئيس. وينتشر هذا المرض بشكل خاص في موسمي الخريف والشتاء، الا انه يمكن ان ينتشر في اوقات اخرى من العام. وهناك عدة سلالات لانفلونزا الخنازير، شأنه في ذلك شأن الانفلونزا التي تصيب الانسان، وتتحول طبيعة الفيروس بشكل مستمر.
وينتقل هذا الفيروس بين البشر بطريقة مشابهة لانتشار الانفلونزا الموسمية اي عبر السعال والعطاس. وبحسب الخبراء، تحدث العدوى لدى ملامسة الافرازات التي تحتوي على الفيروس أو الدخول إلى المساحات الملوثة بالفيروسات التي تلفظها الخنازير عند السعال. وتقول منظمة الصحة العالمية ان الفيروس يتغير باستمرار، مثلما يحصل بالنسبة لفيروس الانفلونزا التي تصيب الإنسان، وتعد الخنازير بمنزلة بؤر تساعد وتؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من الفيروسات المسببة للانفلونزا عن طريق عمليات الدمج الوراثي في حالة العدوى. وبحسب المنظمة، فانه لم يتم لحد الساعة التعرف على مستوى الطفرة التي أصابت الفيروس. الذي هو شكل من أشكال الانفلونزا القريب من الانفلونزا العادية. و تؤكد وزارة الصحة المكسيكية ان الحالات التي تمت ملاحظتها، ناتجة عن عدوى انتقلت من الإنسان إلى الإنسان وهو ما يخيف خبراء الصحة. ويقول المختصون ان المرض يصيب الجهاز التنفسي للخنازير، لتنتقل بعدها انفلونزا الخنازير للإنسان عن طريق الجو. ويعد فيروس " H1N1 " تركيبة غير مسبوقة من سلالات فيروس خنازير وطيور وبشر ولا يعرف مصدره المحدد حتى الآن. بحسب خبيرة الفيروسات سيلفي فان دي فيرف من معهد باستور في باريس. ويعد المركز الاميركي لمراقبة الامراض (سي دي سي) ان ميزة الفيروس انه تركيبة فريدة من اربعة فيروسات تأتي من ثلاثة اجناس هي الخنازير (فيروسان) والطيور والبشر. ولم يسبق ان رصد خليط كهذا في الولايات المتحدة او اي مكان آخر على ما ذكرت الطبيبة آن شوشات من المركز الاميركي.


النظافة حاجة قصوى للوقاية
وشددت التوجيهات الصادرة عن الهيئات الصحية للوقاية من الإصابة بأنفلونزا الخنازير على إتباع سلوكيات بسيطة تتعلق بالنظافة العامة كتلك التي ينصح بها الأطباء لتفادي الإصابة بالرشح الموسمي. ومن شأن هذه السلوكيات البسيطة أن تجنب العديد من المواطنين الإصابة وتنقذ آخرين من الموت وتؤدي إلى كبح جماح الوباء .وقالت منظمة الصحة العالمية في إرشادات جديدة لها انه ينبغي للأطباء والعاملين بالمستشفيات ارتداء الأقنعة الواقية والقفازات وان يغسلوا أيديهم بصورة متكررة للتقليل من خطورة انتقال السلالة الجديدة بينهم وبين المرضى. وبدوره أعلن المدير العام للصحة في فرنسا البروفسور ديدييه أوسين أن غسل اليدين يمنع انتقال الفيروس الذي قد يكون لا يزال عالقا على أي سطح، إلى الفم ومن ثم إلى الجهاز التنفسي. وقال إنه لم يعد ينصح الناس بوضع يدهم أمام فمهم عندما يعطسون لأن ذلك قد ينقل لهم الفيروس إن لم تكن يدهم نظيفة تماما، موضحا أنه بدلا من اليد يستحسن وضع الذراع أمام الفم عندما يعطسون. ودعا أوسين إلى ضرورة أن يضع كل المرضى أقنعة لوقف انتشار الوباء الذي ينتقل عبر نقاط الماء الصغيرة التي تخرج من الفم عندما يعطس المريض أو يسعل، لافتا كذلك على ضرورة تغيير هذه الأقنعة كل أربع ساعات.

وتؤكد السلطات الصحية الاوربية على ضرورة تفادي أي اتصال مباشر بين الأشخاص كالمعانقة والمصافحة ولمس الوجه، خلال فترة انتشار وباء الأنفلونزا، سواء كانت أنفلونزا الطيور أو الخنازير. كما دعت الجحهات الرسمية في دول معينة كالمكسيك الى تجميد كل النشاطات الجماعية مثل النشاطات الرياضية، ودعت الناس خلال الايام الماضية لملازمة بيوتهم، فيما عطلت الدراسة في مئات المدارس بأمريكا.


سيناريوهات محتملة
وتتمثل السيناريوهات المحتملة لتطور فيروس إنفلونزا الخنازير بين الاختفاء تدريجيا وهذا ما يأمله الجميع، أو حدوث وباء خفيف كالذي وقع عام 1968 وأودى بحياة نحو مليون شخص، أو حدوث الأسوأ بتحوله لوباء خطير قد يقتل الملايين كما حدث عام 1918.

عافانا الله واياكم