جاءت الشبكة العنكبوتية بفضاء لا يظهر الناس فيه على حقيقتهم، ولا يملك البعض معرفة هوية البعض الآخر، وقد نما علم اجتماع خاص بهذا الفضاء.
وقد وجد فيها كل ذي هوى هواه، وكل ذي اتجاه اتجاهه، وكل ذي بدعة بدعته وجودا وفرصة دعاية.
وقد لفت انتباهي اتحاد طبيعة هذه البدعة وانتشارها في مشاركات في أكثر من منتدى، كلها تهاجم الثوابت في علوم اللغة العربية وآدابها بأسلوب نفي ما هو مقرر بدءا ومن أول كلمة ومن دون تعليل.
كيف؟
هذه نماذج توضح:
1- في أحد المنتديات يكتب أحدهم "طه حسين شخصية وهمية"، وقصده نفي وجود هذا الرجل على الرغم من قرب زمنه.
2- في منتدى ثان يكتب أحدهم "أضحوكة اسمها البحور الشعرية"، ويبدأ كلماته ببذاءات، وينفي علمي العروض والقافية.
3- في منتدى ثالث يكتب أحدهم مقالا عن لفظ الجلالة يقول فيه مهاجما علم التجويد وعلوم اللغة قائلا: "علم التجويد المزعوم و القواعد اللغوية التى تم وضعها واختراعها بعد نزول القرآن الكريم وجهت طعنة للقرآن وحاولت إخضاعه لاجتهادات البشر القاصرة ".
4- حكى لي صديق أن أحدهم كتب مقالا حول نفي عربية طارق بن زياد، وقرر أنه يوسف بن تاشفين، وعندما واجهه الصديق بذكر الحقيقة بذأ عليه.
5- ...
وهناك نماذج لم أرها، وقد يكون أحدكم رأى وقرأ منها ما لم أقرأه.
والسؤال: ما سمات هذه النماذج لهذه الطائفة التي تركت الهجوم المتدرج المستدرِج إلى ذلك اللون الجديد النافي بعض العلوم ابتداء أو مسائل بعضها؟
تشملهم السمات الآتية:
1- يبدؤون بنفي المسألة المتفق عليها بكلمات تقريرية، وكأنهم بحثوا الموضوع وقتلوه بحثا، وهذا ما أداهم إليه البحث.
2- بعد هذا النفي تجد سذاجة المعالجة العلمية.
3- إذا واجهتهم بهذه الحقيقة بذؤوا عليك في كلامهم.
4- ...
هذه بعض سمات هذه الطائفة، لكن هل انتبه المشاهدون؟
لا.
كيف؟
تجد مثل هذه الموضوعات أكثر تفعالا فالردود عليها كثيرة، وتجد الموضوعات العلمية قبلها وبعدها في الصفحة ذاتها صفرية الردود على الرغم من كثرة الزوار.
وفي النهاية، ما واجبنا؟
1- إذا كنا أعضاء فلا ينبغي لنا التفاعل.
2- إذا كنا مشرفين فينبغي حذف مثل هذه الموضوعات. 3- مهما كانت طبيعتنا في المنتديات فينبغي نشر الوعي بهذه المحاولات التي اختارت هذا النمط الجديد في الهجوم الذي يتآذر مع الهجوم على ثوابت الدين الذي لم يتوقف ولن يتوقف ما دامت معركة الحق والباطل قائمة بقيام الحياة الدنيا!