بعد فوز المنتخب المصري بالبطولة الأفريقية الأخيرة وحالة التفاؤل التي
عمت أرجاء المحروسة كان لابد أن يكون هناك من يتشاءم وقد اخترت أنا أن
أكون هذا المتشائم ليس بمنطق خالف تُعرف ولكن بعد أزمة جدو الشهيرة التي
أعادت لنا الذكريات الأليمة.
لا مجال للحديث عن الأخلاق ولابد أن ندرك أن الاحتراف طغى على هذه
المثاليات بل وطمسها إلى غير رجعة.
جدو يعلن أنه لم يوقع للزمالك ثم يقول نعم وقعت ولكن من مصلحة الزمالك ألا
يظهر توقيعي ليذكرنا اللاعب بوقائع سابقة كثيرة للاعبي منتخب الساجدين
كواقعة حسني عبد ربه الشهيرة الذي أعلن رغبته في اللعب للأهلي ثم ورط
ناديه الأصلي الإسماعيلي كما ورط الأهلي وفي النهاية هرب مستغلا ثغرات
اللوائح. ومثل ذلك فعل الحضري وذهب لسيون قبل أن يلاطف الأهلي بعد ندمه ثم
يعود للهجوم مجددا عليه ويذهب للإسماعيلي ثم يأتي الآن ليمتنع عن حضور
تدريبات الإسماعيلي مرددا خدعته المعتادة أنا أحب جماهير الإسماعيلي
ومرتبط بها. تلك الجماهير التي سبته وشتمته حينما كان في الأهلي بل واعتدى
أحدهم عليه بمطواة في ستاد القاهرة في واقعة يذكرها البعض. ومن قبل ذلك
سيد معوض الذي كان يعتدي على لاعبي الأهلي حينما كان في الإسماعيلي بغل
منقطع النظير قبل أن يلعب لصفوف النادي الأحمر. وكل هؤلاء يقولون في كل
مرة بعد التعاقد مع أي فريق أنهم ينتمون له وعائلتهم كذلك. هذا فضلا عن
إينو وحسام وإبراهيم وكثيرون من خارج منتخب الساجدين.
لقد آن الأوان أن ننزع رداء التقوى عن لاعبينا فالكذب والخداع والكلام
المتناقض ظاهرا وباطنا ليس من تعاليم الإسلام. لا أقول أنهم كفار أو فساق
ولكنني أرى الوقت سانحا لمعارضة تديين الكرة. فالكابتن حسن شحاتة يضع
سلسلة ذهبية على عنقه وهذا محرم في الإسلام وزيدان في الأصل لا يصلي ويقيم
مع صديقته في منزل واحد فضلا عن أن جزءا من أفخاذ اللاعبين مكشوف وهم
يلعبون وهو محرم عند جمهور الفقهاء.
لقد سمعت أحدهم يقول إننا خرجنا من تصفيات المونديال بسبب إن "فيه حاجة
غلط في إيمان المنتخب هذه الأيام" وآخر يقول إن السجدة هي سر الانتصار في
أنجولا.
لقد فاز منتخب مصر لأنه اجتهد وهذا حال كل شخص حتى وإن كان كافرا فسنة
الله في الكون أن تسعى لتحصل على قوتك. انزعوا عنهم رداء التقوى. لا ينبغي
الأمر أن يُصور أكثر من لاعبي فريق فازوا ببطولة مهمة في كرة القدم وأن
هزيمتهم ما كانت لتنتقص من إيمانهم ولا من مصر فهذا التفكير هو الذي انزلق
بنا إلى سب كل ما هو جزائري والشعور بالذل بعد هزيمتنا منهم في مباراة
الذهاب في الجزائر ومباراة السودان.