الالتزام والثقافة والمودة والسلوكيات المتوازنة، هذه أبرز الصفات التي أهّلت السعودية مودة نور للحصول على لقب فتاة العرب المثالية لعام 2009.
مودة نور (23 سنة) وصفت لحظة ارتدائها التاج كأول فتاة سعودية تحصل على لقب فتاة العرب المثالية بأنها لحظة لن تُنسى في عمرها وأن دموعها غالبتها فرحة وتقدير ودهشة في الوقت ذاته، كما تقول في تصريح خاص لها.
وتشير مودة قائلة: "بكل أمانة لم أتوقع الفوز بالمرة، كان كل تركيزي ان أقدم افضل ما عندي كنموذج لفتاة سعودية مثقفة ومحبة للآخرين، لم أسع للفوز باللقب لذا كانت دهشتي لا توصف حين اعلن اسمي وفوزي باللقب".
وتضحك مودة من حجم المفآجاة التي عاشتها، حينما تأكدت انها تفوقت على منافستها اللبنانية في المسابقة والتي ما كانت تتوقع الفوز عليها، لأنها كانت منافسة قوية بالفعل.
وتشير الى أن اول اتصال هاتفي تلقته للتهنئة باللقب كان من والدها، الذي تحبه كثيراً وتدين له بالفضل في ما وصلت اليه من شخصية وثقافة واحترام في عيون الآخرين، قائلة: تلقيت مئات المكالمات عقب اعلان فوزي باللقب من العائلة والاصدقاء ولكن مكالمة والدي وأنا مازلت في لحظة التكريم كانت الأكثر قرباً الى قلبي، فأنا ادين له بكل الفضل في حياتي، فكم كان سعيداً وقال لي شرفتينا، شرفت كل بنت سعودية، وهذا عندي بالدنيا، لذا أهديه لكل بنت سعودية".
أما أطرف المواقف التي عاشتها مودة أثناء الدقائق الأخيرة للمسابقة، فكانت حينما اعطت لجنة التحكيم للفتيات حرية البدء في السؤال الأخير لها، فتقول: "طلبت لجنة التحكيم منا ان ترفع يدها من تريد ان يوجه لها السؤال الأخير كأول متسابقة، ولكن ولا بنت رفعت يدها وأنا طلبت ذلك، فالكل كان متخوفاً من صعوبة السؤال وأهميته في تحديد مصيرهن، وكم كان السؤال سهلاً: "ما البلد التي ذكر اسمها في القرآن ولم يتغير حتى الآن"، وكانت الاجابة مصر.
أما حنان نصر، رئيسة مهرجان فتاة العالم العربي المثالية، فتقول ": عقب فوز مودة باللقب كأول فتاة سعودية تحصل على هذا اللقب: "لقد كانت مثلاً رائعاً للفتاة العربية المحتشمة، الجميلة، المثقفة، المحبوبة من الجميع، لهذا استحقت اللقب".
وتضيف نصر: "لقد كانت المنافسات شديدة بالفعل خاصة من اللحظات الحاسمة الأخيرة والتي كانت فيها الاسئلة المباشرة من لجنة التحكيم هي آخر درجات ممكن ان تحصل عليها الفتاة، وكانت الكفة متأرجحة ما بين المتسابقة اللبنانية والمتسابقة السعودية نور، ولكنها حسمت في النهاية لصالح نور عن جدارة، حيث استطاعت ان تتفوق على زميلاتها بسلوكها المتعاون طوال الوقت معهن وحبها لعمل الخير واللباقة العامة، بالاضافة الى عزمها على رفع رأس الفتاة السعودية كنموذج لها وسط منافسات عربيات آخريات.
وتشير نصر إلى أن "المسابقة والتي تقام للعام الرابع على التوالي، تلاقي اقبالاً كبيراً بين فتيات العالم العربي عاماً بعد عام، نظراً للأهداف المختلفة التي تسعى من خلالها المسابقة لإظهار الفتاة العربية في أبهى حلة لها معتمدة على الثقافة العامة والسلوك المتزن والسمعة الطيبة وسرعة البديهة والذكاء مع التسلح بالاصالة والتراث العربي العريق لهن كفتيات عربيات".
أما شروط المسابقة التي أقيمت تحت رعاية تحت رعاية وزارة السياحة المصرية ورابطة المرأة العربية، فضلاً عن اتحاد المبدعين العرب، فتقول نصر: "ألا يزيد عمر المتسابقة على 26 عاماً، آنسة، عربية الجنسية، لها نشاط علمي وثقافي ملحوظ، ممارسة الرياضة، الرغبة في العمل التطوعي والخيري، اجتياز كل الاختبارات التحريرية والشفوية والنفسية التي تقام، وحضور المحاضرات التدريبية التي يقوم عليها فريق متخصص من اساتذة في جميع المجالات، مثل خبراء فى اللياقة البدنية وأساتذة في علم النفس والاجتماع والتنمية البشرية والثقافة العامة واللغة العربية، بالإضافة إلى باقة من الخبراء المتخصصين في احتياجات الفتاة العربية، من أزياء وإتيكيت وقواعد برتوكول، وتجميل طوال فترة التدريب والتي استمرت لمدة 12 يوماً بالقاهرة".
وتدرس مودة نور حالياً في السعودية (التصميم الداخلي interior design) وتعتقد بأن فوزها بهذا اللقب سيغير كثيراً من مسار حياتها، وتقول: لن أترك تخصصي الاكاديمي، لكني سأستثمر لاحقاً فوزي باللقب في الأعمال الخيرية والأعمال التطوعية والمجتمعية التي من الممكن أن تفيد الناس وتخدم المجتمع".