رحلة إلى جبال جازان - الجبل الأسود ، وادي موهد ، جبل حبس - وادي لجببسم الله الرحمن الرحيم
بعد بيش سلكنا الطريق المتجه للحقو - الريث ... لأن مقصدنا التالي كان :
الجبل الأسود ( العزيين )
إحداثي بداية الطريق الصاعد للجبل
17.34.960
042.53.251
الارتفاع
1499 م
إحداثي قمة الجبل
17.33.096
042.53.990
الارتفاع
2038 م
الجبل الأسود هو جبل العزيين بمنطقة جازان وتسكنه قبائل العزيين ... وهو جبل رائع به الكثير من المدرجات الزراعية التي أعدها الأجداد وحافظ عليها الأبناء ... ويقع جنوب شرق محافظة الريث .... يعد من أجمل المصايف في منطقة جازان حيث الغابات الكثيفة من أشجار العرعر والزيتون البري المعروف بالعثم ... وجمال الطبيعة الذي يبعث السعادة والحبور في النفس والهواء العليل الممتع بنسماته الباردة طوال أيام السنة ....
الطريق الصاعد إليه ما زال ترابياً صعباً ويعمل الآن على توسعته وتعبيده ....
يتميز الجبل الأسود بالأمطار الغزيرة التي تتواصل عليه معظم أيام السنة وتنتقل السحب البيضاء بين جنباته بهدوء وكأنها تستريح في أحضانه من كثرة سفرها وترحالها ...
يقع الجبل الأسود إلى الشمال الشرقي من مدينة جازان بحوالي 165كلم وآل سلمى و الصهاليل من الشرق وآل مسعود وتهامة والنجوع من الغرب ... الطريق الصاعد يمر بأكثر من قمة جبل حتى البلدة ... من ارتفاع 1499 م عند بداية الطريق تمر بقمة بارتفاع 2019 م ثم قمة الأسود نفسه 2038 م ثم يقف الطريق ولا يمكن الوصول للقمة الأخيرة إلا بالصعود على الأقدام التي تبلغ 2166 م ... هنا تبدو القمة الأولى ...
يتبع الجبل الأسود مركز العزيين ... ويمكن الوصول إليه عبر ثلاث طرق ترابية ممهدة هي خط الطرف - الجبل - وخط الجوين - وخط الرحب - الدميم وأفضلها ما أوردنا إحداثيته ... وقد سمي الجبل الأسود بهذا الاسم نظراً لكثافة الغابات التي تكسوه من أشجار العرعر والمجري والزيتون البري والتي تحجب ضوء الشمس عن الوصول إلى أرض الجبل والذي يستحق أن يطلق عليه الجبل الأخضر بدلاً من الأسود كما هو واضح في الصورة التالية ...
يقطن الجبل قبائل آل عمر والتي يبلغ تعدادها ثلاثة آلاف نسمة وينقسمون إلى تسعة فروع ... ويتميز سكان الجبل بعاداتهم وتقاليدهم المميزة سواء في الزواج أو في الملبس أو طريقة الاحتفالات بالمناسبات ...
أقيمت مدارس نظامية فيها ويتم تزويدها بالكهرباء بواسطة مولدات خاصة في انتظار وصول خدمة الكهرباء والتي ستدخله لاحقاً ضمن مشروع كبير لإنارة القرى والهجر بالمنطقة ...
تنمو على سفح الجبل مختلف أنواع أشجار المحاصيل والفاكهة كالبن والموز الجبلي والفواكه و إن وجد بعض الأنواع الغير محببة و غيرها ... لا تكاد تصل إلى قمة الجبل حتى يصافحك عبير الريحان والياسمين وشذى الكادي ورائحة الخزامى ...
ما أن تقترب من قمة الجبل إلا ويبهجك المنظر ويدخل السرور إلى قلبك ذلك الجمال الهادي حيث تنتشر المنتزهات الطبيعية وتكثر غابات العرعر الكثيفة وأشجار الزيتون البري ... والخضرة كما هي في قمة الجبل وسفوحه فهي في جنباته حتى أسفله ...
إلى جانب الزراعة يعمل البعض في حرفة الرعي سواء قطعان الأبقار أو الأغنام والماعز وهؤلاء يقطنون رؤوس الجبال وبطون الأودية بحثاً عن المراعي ....
تكثر المزارع عند الاقتراب من قمة الجبل ...
جانب من المدرجات الزراعية والغابات الطبيعية ....
صورة لجهة أخرى من الجبل ...
منذ بداية الطريق الصاعد تبدأ الخضرة وكل ما ارتفعت للقمة تزدان وتصبح أكثف وأجمل ...
القمة التي تسبق القمة الأكبر للجبل الأسود ... وهنا تبدأ المساكن و البيوتات على جنبات الطريق ...
سفح الجبل حتى قعر الوادي من جهة هروب والقرى الأخرى تكتسي بالخضرة ...
القمة يغطيها الضباب والسحاب في منظر جميل ...
هنا يقف الطريق وقبل الوصول للقمة الأخيرة بمسافة حيث لا يمكن الوصول إليها إلا بالأقدام ... ويتضح الطريق الآخر الذي يصعد الجبل من جهة لجب ولكنه وعر وصعب جداً ...
بداية السفح الصعب لمريد الوصول للقمة ...
وهنا وضعت مساحة صغيرة يمكن الوقوف فيها والمكث بعض الوقت والتمتع بالأجواء والمناظر الرائعة ...
إحداثية المكان
17.33.501
042.53.408
الارتفاع
1983 م
لا بد من كسر فنجال في هذا المكان المميز أو على الأقل ....
طلة على جهة الغرب والسفح الغربي ...
الطرق في الجبال تكون محدودة وضيقة ... و قطعان الماعز تتخذها مجلساً وتسد الطريق وحتى الطرق شديدة الارتفاع كذلك ... وقد نزل أحد الأخوة في مرتقى صعب ليبعدها فلم تبالي بالسيارة و لا المنبه ... بل تكون هكذا :
نظرة على طريق العودة من أعلى الجبل ...
عدنا نحو طريق الريث - لجب - جلة الحياة ... و كانت لابد من محطة وقوف في وادي لجب الرائع ...
ثم مواصلة المسير نحو الجنوب نحو جلة الموت ( جلة الحياة حالياً ) ... وفي المنطقة كانت وقفة راحة وتناول وجبة الغدعش ( غداء + عشاء ) ...
غروب يوم آخر من أيام الرحلة ...
المبيت كان في جبال الحشر لارتفاع المنطقة وطيب أجواءها ولنبتعد عن الباعوض اللاسع ... ( الحشر سبق الحديث عنها في الجزء الثالث )
صورة للحشر في الصباح الباكر ...
صورة أخرى لجهة أخرى ...
في الداير مررنا بالأشجار المعمرة ... ( سبق الحديث عنها في الجزء الثالث ) ...
بعد الداير توجهنا نحو وادي ضمد مع طريق جبل خاشر ... وهنا الوادي ( وادي الجوة وبئر بفجان ) الذي منه يبدأ طريق خاشر المعبد ...
إحداثية مدخل وبداية طريق خاشر الصاعد
17.20.803
043.09.405
تكلمنا عن خاشر سابقاً في الجزء الرابع ... وهذه صور لزيارتنا هذه المرة وقد تميزت المنطقة بالخضرة اليانعة ... هذه صورة لطريق خاشر العام ...
صورة ثانية للمدرجات الزراعية التي تملأ سفح الجبل بأكمله وقد اكتست بالخضرة الجميلة ...
صورة أخرى ويتبين الطريق الوحيد للمنطقة وهو متعرج وضيق .... الطريق يمر القهبة - خاشر - الثاهر - ربيعة - الشملاة - المعرض - وأخيراً العزة ....
من وادي ضمد - الذي به العين الحارة - يوجد مكان جميل ومميز ... وقبل ذلك حيث أن يوم وجودنا في الوادي كان السبت لذا فإن العين الحارة تكون مغلقة للصيانة ... وشمال شرق العين بكيلو ونصف بامتداد ضمد توجهنا نحو المقصد التالي ...
مقصدنا وادي مميز يسمى :
وادي موهد
إحداثي
17.16.881
043.13.698
الارتفاع
651 م
الوصول للمنطقة بما فيها العين الحارة و كذا وادي موهد يبدأ من الداير وهنا عدة طرق شهيرة وتختلف فيما بينها :
1- طريق الدائر – هيئة تطوير فيفاء – جبل العزة بني مالك – العين الحارة و موهد ( الأشهر والأصعب وأغلبه طريق ترابي 19 كم تقطع بساعة وربع تقريباً ) ....
2- طريق الدائر – جبل خاشر – جبل العزة بني مالك – العين الحارة و موهد ( جميل أغلبه طريق معبد ويبقى فقط 5 كم تقريباً على العين الحارة وقد يكون الأفضل ) ...
3- طريق الدائر – جبل آل سعيد - مركز ضمد في وادي ضمد – العين الحارة وموهد ( لا أعلم عنه ولم أجربه ) ...
4- طريق الدائر – جبل حبس – طريق آل زيدان وآل يحيى - مركز ضمد في وادي ضمد – العين الحارة وموهد ( طريق معبد جيد وجميل و لكن طويل و موهد أقل من 6 كم ) ...
وادي موهد وادٍ بركاني ضيق ... يقع شمال شرق العين الحارة بحوالي 1.5 كم ...جنوب جبال آل سعيد بني مالك بطول كيلومتر تقريباً ... تشامخت الجبال على جانبيه كأنها انفلقت للتو لتبدي لنا ما بداخلها من جمال مكنون بعدما سحرت ألبابنا بجمالهاالخارجي وهي تعانق الغمام وتقبل النجوم وتحتضن البحر ....
هذا الوادي الجميل مياهه عذبة رقراقة تنساب بين الصخور والبطحاء الأشبه بالأحجار الكريمة ... متعددة الألوان برقة لعاب الرضيع عندما يلفظ ثدي أمه ... وقد نحت جريان الماء جوانبه الصخرية حتى أضحت أشبه بجدران القصور الملكية ... اعتلتها الأشجار المتنوعة ... وبدت جذورها معلقة تحتها تبحث عن تربة تواري بها نفسها دون جدوى ... فتضطر إلى التشبث بالصخور كأقراط أميرة حسناء تدلت من أذنيها ...
يتداعى إلى مسامعك وأنت تتوغل في الوادي صوت شلالات الماء قبل أن تصلها مختلطًا بأصوات الطيور ... وزقزقة العصافير .. وهبات النسيم .. التي تطرب لها الآذان وترقص لها القلوب ... ومع الحرارة المرتفعة التي كانت في المنطقة التي تسبق الوادي ثم تناقصت فأصبحت أجواء الوادي جميلة ومعتدلة مما أعطاها ميزة وزيادة تألق ...
الوادي يضيق كلما تقدمت فيه ... وهنا أماكن ضيقة والمياه تكون محصورة بين جوانب الجبل مما تضطر للخوض في المياه وقد تصل مستواها لمنتصف الجسم ....
في نهاية الوادي يوجد شلال جميل متشكل في بحيرة صغيرة ... ثم يمتد الوادي فوق الصخور ولكن في عقبة كئود يجب تجاوزها في صعوبة شديدة ...
هنا منطقة مياه وفيه بعض الأسماك الصغيرة تجاوزناها في ماء يغطي نصف الرجل ...
الشلال يبدو خلف هذا المرتفع الزلق ... وبسبب المياه الجارية الصخور مصقولة و تسبب الانزلاق لذا يجب الحذر الشديد هنا خاصة .... وقد سقطت كاميرا أحد الأخوة وزلت قدمه مع المياه وحادثة شبيهة حصلت لأحد الأخوة في عام سابق ...
أحد الأخوة يتمتع بالشلال والسباحة فيه ومياهه الباردة الجميلة ...
العام السابق لزيارتنا وهذا العام المياه أكثر وأغزر مما رأيناه عند زيارتنا ... والشلال حوله بحيرة تكاد تغطي الصدر كاملاً لابد من السباحة فيها للوصول للشلال ...
بعد زيارتنا للوادي الجميل ... عدنا أدراجنا نحو الداير مع طريق آل زيدان ويحيى - جبل حبس - قرى آل سلمى - الداير ...
إحداثية بداية الطريق شمال موهد
17.19.416
043.15.163
الارتفاع
820 م
وهنا وقفة على عجل على معلم جميل في طريقنا للداير :
جبل حبس
الإحداثي (تقريبية )
17.22.680
043.11.700
ارتفاع الجبل
2118 م
جبل حبس من الجبال الجميلة والخضرة تكسوه مثل بقية الجبال الجميلة في المنطقة مثل فيفا وخاشر وطلان وثهران وغيرها ....
بعض جبال المنطقة تكون الخضرة فيها موسمية وبسبب المحاصيل التي تنبت بعد نزول الأمطار مثل الذرة ونحوها ... ولكن حبس خضرته بأشجار وشجيرات متنوعة مع وجود النباتات الموسمية والزراعية ....
ولا تخلو معظم الجبال في المنطقة من المدرجات الزراعية التي تستغل في الصيف بالزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار وليس والسقيا ...
وصلنا الداير ومنها عدنا مع طريق عقبة الحشر حتى جلة الحياة مروراً ببعض الأودية مثل عمود وكان يجري بشكل خفيف ... وكالسنة السابقة كان وادي جلة الموت ( دفا ) عائقاً للتقدم فالجريان القوي له جعلنا نتوقف عنده لمدة ساعة حتى تمكنت السيارات القوية من اجتيازه ... والطريق قد تكسر من قوة المياه كما هو واضح في الصورة ...
بعض الحوادث تحصل عند قطع الوادي القوي حيث أن الطريق الوحيد للوصول بين الجهتين هو عبر الوادي فيضطر البعض لقطعه حتى وإن كان قوياً ...