اهتمت جريدة القدس الفلسطينيه بمتابعة الاستعدادات التي تجري حالياً على قدم وساق في غزة من اجل متابعة مباراة مصر والجزائر في نصف نهائي كأس افريقيا وذلك من خلال شراء المولدات الكهربائية تحسباً لانقطاع الكهرباء وربط منازلهم باشتراكات القنوات الرياضية، علاوة على اتفاق بعض الشباب الفلسطيني على متابعة المباراة في أماكن عامة وبشكل جماعي إظهاراً لتأييدهم لمنتخب مصر.
واضافت الجريدة في خبرها المنشور صباح اليوم "ورغم التوتر الذي ساد العلاقة بين حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات وبين مصر بعد مقتل الجندي المصري على الحدود، إلا أن انعكاس ذلك ظل محدوداً في التأييد الشعبي الواسع للكرة المصرية بين الغزيين، خصوصاً وأنهم يتابعون الأندية المصرية منذ سنوات طويلة"
ونشرت جريدة القدس اراء العديد من الشباب الغزاوي في المباراة بقولها "وأوضح خالد عاشور لاعب أحد الأندية الرياضية الفلسطينية أن متابعة وحب الكرة المصرية نشأ مع أهالي القطاع منذ سنوات طويلة، لذلك فهم يعرفون تفاصيل الأندية المصرية ويتابعون مبارياتها أكثر حتى من متابعة البطولات الرياضية المحلية.واضاف أنه لن يعدل مطلقاً عن حب مصر وتأييد منتخبها الوطني مهما كانت الظروف السياسية، خصوصاً وأن مصر تقف دوماً إلى جانب الفلسطينيين، وأن منزله سيشهد اليوم حالة طوارئ لن تنتهي إلا مع صافرة نهاية المباراة في أنغولا، خصوصاً وأنه دعا كل من يعرف لمشاركته متابعة المباراة. ونفي رئيس رابطة مشجعي نادي الإسماعيلي المصري محمد أبو ريدة وجود انعكاس حقيقي لأحداث الحدود الفلسطينية – المصرية على تأييد الجمهور الفلسطيني للمنتخب المصري، مؤكداً أن علاقة الفلسطينيين بالكرة المصرية علاقة تاريخية لا يمكن أن تفسدها حوادث عابرة. وقال وهو يستعد لتعليق علم مصر على واجهة منزله: "أتمنى الفوز للمنتخب المصري مع حبنا للجزائر، لكن هذا الفوز سيكتمل إن شاء الله بحصول مصر على كأس أفريقيا".
ووصلت حالة التأييد الواسع للمنتخب المصري ذروتها في كأس أمم أفريقيا العام 2008، عندما كشف اللاعب المصري محمد أبو تريكة عن قميص يرتديه مكتوب عليه "تضامناً مع غزة" في إحدى مبارايات البطولة الأفريقية، إذ طبعت صوره على نطاق واسع وثبتت في المؤسسات والشركات والمحال التجارية والمنازل في قطاع غزة.
في المقابل أبدى رياض لبدة رغبته في إيصال رسالة لمصر بأن غزة لن تكون معكم هذه المرة بسبب ما يعتبره "مشاركتها في حصار غزة وإغلاق معبر رفح"، لكنه لم ينفي تعلقه بالكرة المصرية وتوقعه فوز المنتخب المصري في هذه المباراة والبطولة أيضاً. وعبر الكاتب الصحافي وسام عفيفة في مقال ساخر عن خشيته من تحمل الفلسطينيين أي نتائج سلبية للمباراة على مصر. وقال: "نضع أيدينا على قلوبنا خشية خسارة مصر هذه البطولة لأنها ستنقلب علينا مرة أخرى، ونخشى أن يعزو النظام خسارة المنتخب الوطني إلى العبث بالأمن القومي المصري من قبل غزة وحماس". وأضاف: "منذ هزيمة مصر الكروية أمام الجزائر وحرمانها من الصعود لكأس العالم وهي تضعنا في دماغها، رغم أن الأغلبية الغزاوية شجعت المنتخب المصري".
ورغم حالة التأييد الواسع للمنتخب المصري إلا أن المنتخب الجزائري يلقى تأييداً من فئات عديدة في قطاع غزة، خصوصاً أولئك الذي عاشوا في الجزائر وتربوا أو درسوا فيها أو المتزوجين من جزائريات. وتظهر الجزائرية علجية الحساينة من ولاية الجلفة تأييدها للمنتخب الجزائري من خلال تثبيتها للعلم الجزائري على شرفة منزلها وسط مدينة خان يونس. وقالت: "حالة التوتر تزداد ساعة بعد أخرى كلما اقتربت ساعة الحسم، فكل عائلتي تتمنى الفوز للجزائر". وأضافت: "أعرف أن صوتي لن يكون له صدى بين أهالي القطاع لأنهم يحبون المنتخب المصري".