نور عينى
مرحبا بك يا زآئر فى موقع شا ت شات حلم حياتى ستجد معنا كل ماتحتاج واذا لم تجد اتصل بنا عن طريق الرسائل الخاصة ونحضر لك ما تريد فقط قم بالتسجيل لكي تصير معك كل مميزات المنتدى
نور عينى
مرحبا بك يا زآئر فى موقع شا ت شات حلم حياتى ستجد معنا كل ماتحتاج واذا لم تجد اتصل بنا عن طريق الرسائل الخاصة ونحضر لك ما تريد فقط قم بالتسجيل لكي تصير معك كل مميزات المنتدى
نور عينى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دردشة نور عينى اكبر تجمع عربى خليجى
 
الرئيسيةالبوابهأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيلابحث

 

 المُعْجزة الكبْرَى القرْآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




المُعْجزة الكبْرَى القرْآن Empty
مُساهمةموضوع: المُعْجزة الكبْرَى القرْآن   المُعْجزة الكبْرَى القرْآن Icon_minitimeالأحد يناير 24, 2010 7:25 pm


تمهيد


بسم الله الرحمن الرحيم



1 - يسير الكون على سنن قد سنَّت ، ونظمٍ قد أُحكِمَت ، وارتباطٍ بين الأسباب والمسببّات العادية لا يتخلَّف ، وإن تخلَّفت المسببات عن أسبابها ووجدت الأمور منفكة عن علتها ، كالولد يولد من غير أبٍ ، وكالحركة تجيء من جامد لا يتحرَّك كعصا ، ، ونار تنطفئ وقد أوقدت ، إذا كان ذلك الانقطاع بين الأسباب العادية ومسبباتها حكم العقل بأن الذي فعل ذلك فوق الأسباب العادية ومسبباتها ، ولو ساير العقل منطقه إلى أقصى مداه "وليس بعيدًا في حكم المنطق العقلي المستقيم الذي يصل إلى المدى من أقرَّ به" ، فإنَّه لا بُدَّ واصل إلى أن الذي خرق العادات وخالف أساببها ومسبباتها لا بُدَّ أن يكون خالقها وموجدها ، وإذا كان القصور العقلي لا يصل إلى هذه الغاية ، فإنه لا بُدَّ واصل إلى أن خرق هذه العادات ، لا بُدَّ أن يكون لغاية ، وأنَّه إذا وجدت هذه الغاية وبينت مقاصدها ، وعلم أنَّ ذلك الخرق لهذه الغاية تبين معه صدق ما يدعى ، وأنه يعلم من وراء ذلك الخالق الحكيم ، المسيطر على كل شيء ، الذي يفعل ما يرد ، ولا يقيده نظام خلقه ، ولا عادات أوجدها.
لذلك كان الأمر الخارق للعادة حجة الصدق لمن يدَّعي أنه يتكلم عن الخالق الحكيم الفعَّال لما يريد ؛ لأنه لا يغير العادات سواه ، وإن الصادق يعلن دعواه ، ويقيم ذلك برهانًا عليها ، ويتحدَّى الناس أن يفعلوا مثلها ، ويسمَّى في هذا الحال أنه معجزة.
ولذلك عرفوها بأنها : المرّ الخارق للعادة الذي يدَّعي به من جرى على يديه أن نبي من عند الله تعالى ، ويتحداهم أن يأتوا بمثله إن كانوا صادقين ، وأن المعجزة المادية تتحدَّى بنفسها مع ادِّعَاء الرسالة ، فإن النار لا تنطفئ من تلقاء نفسها ؛ إذ يلقى فيها إبراهيم - عليه السلام - فتكون بردًا وسلامًا عليه فلا يحترق ، وكالعصا التي تتحرك وتتلوَّى كأنها ثعبان مبين ، وليست سحرًا كما أدرك الساحرون ، وكانوا أول المؤمنين ، وكإبراء عيسى للأكمه والأبرص بإذن الله ، وكإحيائه الموتى بإذن الله ، فما كان له أن يطلب منهم أن يأتوا بمثلها ، والقصور بَيِّن والعجز واضح ، ومع ذلك فالتحدي قائم ، والعجز ثابت ، والحجة قائمة ، وكان عليهم أن يؤمنوا بالحق إذا جاءهم.
7


وهناك بجوار المعجزة المادية معجزة هي شيء قائم بذاته ثابت ، ولكن الإعجاز فيه أمر لا يدرك بالحس ، ولكن يدرك بالدراسة والفحص ، وقد يدَّعي بعض من لا يسبر غوره ، ويعرف أمره ، أنه يستطيع أن يأتي بمثله ، وما هو بمستطيع ، وأنه في قدرته ، وليس بقادر عليه ، وهو من غرور النفس ، أو ادِّعاء القدرة أو اللجاجة في الأفكار ، والمباهتة المناهضة للحقائق.
وإن ذلك يكون في المعجزة التي تكون من نوع الكلام ، وهي معجزة القرآن الكريم ، فقد كان الغرور يوهم بعض المخاطبين به أن عندهم القدرة على الإتيان بمثله ، فكان لا بُدَّ من كشف هذا الغرور ، وإزالة تلك الغشية الباطلة ، ليتبين وضح الحق ، ولذلك طالهم الله تعالى بأن يأتوا بمثله إن كانوا صادقين في مثل قوله تعالى : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة : 23] ، وتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات ، وقرَّر سبحانه أن البشر يعجزون عن أن يأتوا بمثله ، فقال تعالى : {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء : 88].
2 - وهنا يسأل سائل : لماذا كانت معجزة إبراهيم نارًا موقدة صارت بردًا وسلامًا ، ومعجزة موسى - عليه السلام - كانت عصا صارت حية تسعى ، وغيرها أيده الله به إلى تسع آيات كلها كانت مادية حسية ، وكذلك كانت معجزة عيسى - عليه السلام - إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله ، وإنزال مائدة من السماء ، بل كانت ولادته ذاتها معجزة حسية ؛ إذ ولد من غير أب ، وتكلم في المهد صبيًّا ، إذ قال : {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم : 30 - 33].
لماذا كانت معجزات الأنبياء السابقة حسية على ذلك النحو ، ومعجزة محمد - صلى الله عليه وسلم - معنوية ، فقد كانت بيانًا يتلى ، وذكرًا حكيمًا ، يحفظ فيه بيان الشراع المحكمة الخالدة.
قبل أن نخوض في الإجابة عن السؤال الوارد في موضعه ، نقرر أن كون المعجزة مادية حسية تبهر الأعين بادئ الرأي لا يدل على علوِّ المنزلة ، أو عكسها ، ولكنها حكمة الله تعالى العليم بكل شيء ، القادر على كل شيء ، والله تعالى فضل بعض الرسل على بعض ، فمنهم من كلَّم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات ، ولكن ليست
8


الرفعة بكون الآيات مادية أو حسية ، بل بأمور قدَّرها الحكيم العليم الذي له وحده حق نوع التفضيل والرفعة.
ونعود بعد ذلك إلى الإجابة عن السؤال الوارد ، فنقول : إن العلماء قالوا : إن كل معجزة مناسبة للعصر الذي أرسل فيه كل نبي ؛ إذ تكون هادية ومرشدة ، وخرقها للعادات الجارية يكون أوضح ، ومناسبتها لرسالة النبي المبعوث يكون دليلًا على كمال الرسالة وعموم شمولها لكلّ الأزمنة.
وقد نخالفهم في بعض ما ذكروا أو نوافقهم ، فنرى أنَّ إبراهيم جاء في قوم كانوا على مقربة من عبدة النار ، فكان في إطفاء الله تعالى للنار من غير سبب ظاهر بيان بعجز النار التي تعبد.
ونوافقهم في أنَّ معجزات موسى - عليه السلام - كانت مناسبة لأهل مصر ؛ لأن السحر والكهانة كانا فيهم ، وقد كان للسحرة مكانة عندهم ، وبقية المعجزات كانت متعلقة بالزرع وآفاته ، وهم أهل زرع وضرع من أقدم العصور ، كما قال تعالى : {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ، وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ} [الأعراف : 133 - 135].
وهكذا كانت تسع آيات حسية مناسبة لأهل مصر ، وبني إسرائيل ، فكانوا يقولون : إنه سحر. واقرأ قوله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ، قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} [الإسراء : 101 - 102].
3 - هذه معجزات إبراهيم وموسى - عليهما الصلاة والسلام ، وهي مناسبة لزمنهما ، وكذلك معجزة عيسى - عليه الصلاة والسلام - كانت مناسبة لعصره ، لا لأن عصره شاع فيه علم الطب كما يقول بعض علماء الكلام ؛ لأن علم الطب لم يكن رائجًا بين بني إسرائيل ، فلم يكن بينهم علم أبقراط ، كما قرر رينان في كتابه "حياة يسوع" ، بل إن معجزاته كانت من ذلك النوع لسبب آخر يجب أن نتلمَّسه من غضون التاريخ ، ومن حال بني إسرائيل ، ذلك أن العصر كان عصرًا ماديًّا يؤمن بالمادة ولا يؤمن بالغيب ، بل كان من اليهود من لا يؤمن باليوم الآخر ، وإنك لترى أن التوراة التي بأيدينا ، وهي ميراثهم من التوراة التي حرفت ، تقرر أن نفس الإنسان هي دمه.
9


وكان بجوار هذه الروح المادية التي سادت بني إسرائيل استجابة لما هو سائد في عصرهم الروماني الذي كان يؤمن بالمادة ، كان بجوار هذا إيمان بالأسباب العادية والمسببات ، بحيث يعتقدون أنه لا يمكن أن ينفكَّ السبب عن مسببه ، واللازم عن ملزومه ، فلا توجد نتائج من غير سبب عادي ، فهلَّا ولد من غير والد ، ولا حياة تكون بعد موت من يموت ، فلا يرتد حيًّا ، وقد عجزت الأسباب عن أن يرتدَّ حيًّا من يموت ، وعجزت الأسباب عن أن يرتدَّ بصيرًا من يولد أعمى.
لقد سادت الفلسفة الأيونبه ، والفلسفة اليونانية التي تقرر لزوم الأسباب العادية ، حتى لقد فرضوا أن الأشياء نشأت عن الخالق لها بقانون السببية ، فقالوا : إن الكون نشأ عن المنشئ الأول نشوء المسبب عن سببه بلا إرادة مختارة منشئة. لقد قرروا أن قانون الأسباب هو الذي يحكم كل شيء.
لذلك كانت معجزات عيسى - عليه السلام - متضمنة الرد والتنبيه في أمرين :
أولهما : بيان سلطان الروح ، فقد ظهرت الروح مسيطرة موجهة مرشدة في أنه كان ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، وفي أنه - عليه السلام - أحيا الموتى بإذن الله ، وأخرجهم من قبورهم بإذن الله ، وأنزل عليه مائدة من السماء بإذن الله تعالى.
وثانيهما : أنه كانت معجزاته - عليه السلام - هادمة لارتباط الأسباب العادية بمسبباتها ، لقد ولد من غير أب ، والأسباب العادية تقرر أنه لا مولود من غير والد ، وتكلَّم في المهد صبيًّا ، وذلك غير المقرر في الأسباب والمسببات ، وأخبر عن بعض المغيب عنه ، وذلك غير الأسباب العادية التي توجب المعاينة في صدق الأخبار ، وأحيا الموتى بإذن الله ، وذلك ما لا يتحقق في الأسباب العادية.



معجزة القرآن


وكل معجزات الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم - سواء أكانت مادية في كونها ، أم كانت متضمنة معاني روحية - كانت من النوع الذي يحسّ بالرؤية ، ويكون من بعدها التأمل ، وليس من النوع الذي يكون بالتأمل ، ولا يدرك إلا بالتأمل ، وإن كان قائمًا ثابتًا في الوجود من غير ريب ، وكانت حوادث تقع ، ولا تبقى ، ولا يبقى منها إلا الإخبار بها ، فلا يعرفها على اليقين إلا من عاينها.
4 - ولكن معجزة محمد صلى الله عليه وسلم كانت من نوع آخر ، لم تكن حادثة تقع ، وتزول من غير بقاء لها إلا بالخبر ، بل كانت قائمة تخاطب الأجيال ، يراها ويقرؤها الناس في كل عصر ، ونقول : إنها مناسبة لرسالة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم ، لعمومها في الأجيال ، ولمكانته بين الرسل ، ومقامه في هذا الوجود الإنساني إلى يوم القيامة.
إن معجزات الأنبياء السابقين لا يعلم وقوعها على وجه اليقين إلا من القرآن ، فهو الذي سجل معجزات نوح وإبراهيم وموسى وعيسى - عليهم الصلاة والسلام ، ولولا أنه سجلها ما علمها الناس ، وإذا كانت بعض الكتب القائمة اليوم ذكرت بعضها فقد ذكرته مشوبًا بأمور غير صادقة ؛ كإخبارهم بأن لوطًا كان مخمورًا فوقع على ابنتيه ، وما يكتب فيه مثل هذا عن بعض النبيين لا يمكن أن يكون مقبول الخبر عن سائرهم ومعجزاتهم.
ونقول : إن معجزة محمد - صلى الله عليه وسلم - كانت القرآن ، لقد أجرى الله تعالى على يديه خوارق وعادات أخرى ، مثل : إخباره عن بعض ما يغيب عن حسه ، ومثل حنين الجذع إليه ، ومثل بكاء الناقة عنده ، ومثل الإسراء والمعراج ، ولكن لم يتحد إلّا بالقرآن الكريم ، ولم ير المشركون صرحًا شامخًا يتحداهم به سوى القرآن الكريم.
ولماذا كانت معجزة محمد - صلى الله عليه وسلم - القرآن ، وما كان يرجو الاتباع إلا به ، ولقد روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : "ما من نبي إلا أوتي ما مثله آمن به البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحي به إليَّ ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوما لقيامة" ، ومن هذا يتبين جواب ذلك السؤال ، وهذا لأنه رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - خالدة ، لأنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، ولا نبي بعده ، فيجب أن تكون معجزته مناسبة لهذه الرسالة الخالدة الباقية التي لا يحدُّها زمان في المستقبل ، بل تبقى إلى يوم القيامة ، ولا تكون معجزته واقعة تنقضي وتنتهي بانتهاء الزمن الذي وُجدَت فيه ، بل تبقى الحجة ما بقيت الشريعة ، وذلك محقق في القرآن ، فهو حجة قائمة على العرب والعجم إلى يوم الدين ، وهو معجز لكل الخلائق ، وذلك ما نتصدى لبعضه ، والله هو المعين.
المعجزة الخالدة :
5 - تلك المعجزة الخالدة هي القرآن الذي يتحدى الأجيال كلها أن يأتوا بمثله ، ولو اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثله لا يأتون بمثله ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ، كما ذكر الله - سبحانه وتعالى - في محكم التنزيل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، هو حجة الله على خلقه ، وحجة النبي - صلى الله عليه وسلم - في رسالته ، وسجل الشريعة المحكم في بيانه ، وهو المرجع عند الاختلاف ، والحكم العدل عند الافتراق ، وهو الطريق المستقيم المرشد عن الأعوجاج ، من سلكه وصل ، ومن لجأ إليه اهتدى.
11


روى الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وكرَّم وجهه في الجنة - أنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "ستكون فِتَنٌ كقطع الليل المظلم" ، قلت : يا رسول الله ، وما المخرج منها؟ قال : "كتاب الله تبارك وتعالى ، فيه نبأ من قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين ، ونوره المبين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا تتشعب معه الآراء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يمله الأتقياء ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا : إنا سمعنا قرآنًا عجبا يهدي إلى الرشد ، من علم علمه سبق ، ومن قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أجر ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ، خذها إليك يا أعور".
وقد رواه الحارث الهمذاني برواية الترمذي ، وقد حسَّن رواية الحارث كثيرون من المحدثين ، منهم الفقيه المحدث ابن عبد البر ، وإن الذين اتهموا حارثًا فيهم نزعة أموية ، ومنهم الشعبي ، وقد قال فيه ابن عبد البر : "أظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمذاني : حدثني الحارث وكان أحد الكاذبين".
وإنه في معنى هذا الحديث ما روي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه ؛ إذ جاء أنَّه فيما روي عنه "إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصمة من تمسك به ، ونجاة من اتبعه ، لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تنقضي عجائبه ، فاتلوه ، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات".
وإن هذا الأخبار ومثلها كثير تدل على منزلة القرآن في الإسلام ، وأنه العصمة من الزيغ ، وأنه المرجع المتبع ، وأن يشتمل على شرائع الإسلام كلها ، وأنه بذلك هو الحكم بين الناس الذي لا يضل حكمه ، وأن من تركه من جبار قصم الله تعالى ظهره ، وأنه لا تشعب الآراء في حقيقته إذا استقامت الأفهام ، ولم تضل المدارك.
والعلماء يجدون فيه المعين الذي لا ينضب ، والثروة الإسلامية التي لا تنفد ، فيه حكم الأمور كلها ما وقع ما لم يقع ، وأن كل ما فيه حق ، وأنه مصلحة الدنيا والأخرى ، ما من خبر إلَّا له في القرآن أصل معتمد ، ونص يمكن الحمل عليه ، فما ترك الله الإنسان سدًى. وقد قال تعالى وقوله الحق : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38]. وفيه عبر الماضيين وأخبار كل النبيين ، فهو كتاب الله الكامل ،
12


فيه معاني كل الكتب المنزَّلة على الرسل ، وفيه أخبار أولئك الرسل مع أقوامهم ، وفيه المثلات المرشدة ، والعظات الموجهة ، وفيه أعلى الآداب الإنسانية وأقوم السلوم الكامل للخلق أجمعين ، وفيه تعليم الإنسان الاتجاه إلى الكون وتعرف ما فيه ، والأخذ بالعلم من قوادمه وخوافيه ، وفيه الدعوة إلى العلم بكل ضروبه ؛ علم الإنسان ، وعلم النفس ، وعلم الكون ، وإلى العلم بالنجوم في مسالكها ، والسماوات وأفلاكها ، والأرض في طبقاتها ، فيه الدعوة إلى العلم بما لم يعلم ، وطلبه فيكل مداراته.
خاطب الله تعالى به أولياءه فعرفوه ، وأصحاب العقول المستقيمة فأدركوه ، وكان حقًّا كما قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} [الرعد : 31]. ذلك هو كتاب الله تعالى بما حمل من معان وتكليف ، وما كساه الله تعالى به من روعة وتشريف ، وهو كما وصفه الله تعالى بقوله : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر : 23].

[center]نزول القرآن
القسم الأول نزول القرآن
6 - من وقت أن منَّ الله تعالى على الإنسانية بالبعث المحمدي ابتدأ نزول القرآن ، فأول آية نزلت كانت الخطاب من الله تعالى بالتكليف الذي كلفه تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بحمل الرسالة إلى خلقه ، فقد نزلت أول آية وهي : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق : 1 - 5] ، فكان هذا إيذانًا بأن دين العلم قد وجب تبليغه ، وأن كتاب العلم قد ثبت تنزيله ، وأن إعلاء شان الفكر قد جاء به خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وفيه إيماء إلى أن الإسلام والعلم يجتمعان ، ولا يتناقضان أبدًا.
توالي نزول القرآن منجَّمًا في مدة الرسالة المحمدية التي استمرَّت ثلاثًا وعشرين سنة يدعو فيها بالحق ، وإلى صراط مستقيم ، ينير السبيل ، ويهدي للتي هي أقوم.
فكانت الآيات القرآنية تنزل وقتًا بعد آخر ، وكان التحدي بما نزل وإن لم يكن ما نزل كل القرآن ؛ لأن كل جزء منه ينطبق عليه اسم الكتاب ، بل القرآن ؛ إذ إنَّ التحدي يقع به ، والمعجزة تتحقق فيه ، فقد تحدى أهل مكة أن يأتوا بمثله ، ولم يكن قد نزل كله ، فقد قال تعالى في سورة يونس ، وهي مكية : {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ، فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ} [يونس : 16 ، 17] ، وجاء التحدي في هذه السورة أيضًا فقال تعالى : {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس : 37 ، 38] ، وجاء في سورة هود وهي مكية : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [هود : 13].
ومن هذا كله يتبين أن بعض القرآن قرآن يتحدى فيه ، فهو الكتاب الكامل في كله ، والكامل في جزئه ، وهو معجز في أجزائه ، كما هو معجز في ذاته ، وإن شئت فقل إنه معجزات متضافرة ، وإذا كان لموسى تسع آيات بينات فلمحمد مئات من المعجزات البينات.












[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقه الجنة
مالك ومؤسس موقع ايه من الايمان
مالك ومؤسس موقع ايه من الايمان
عاشقه الجنة


انثى
عدد المساهمات : 2033
نقاط : 4463
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/11/2009

المُعْجزة الكبْرَى القرْآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: المُعْجزة الكبْرَى القرْآن   المُعْجزة الكبْرَى القرْآن Icon_minitimeالأحد يناير 24, 2010 7:35 pm

المُعْجزة الكبْرَى القرْآن Thanks_0150a
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nor3nay.mam9.com
 
المُعْجزة الكبْرَى القرْآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المُعْجزة الكبْرَى القرْآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور عينى :: ۩۞۩ المنتدى الاسلامى۩۞۩ :: الصلاه والعبادة-
انتقل الى: