بالرغم من ان كثير من علماء المصريات اكدوا ان ترجمة
شامبليون لحجر رشيد كانت غير صحيحة
الا ان هذا لا ينفى قيمة الحجر التاريخية
و العلمية فى المساهمة فى معرفة ترجمة اللغة المصرية القديمة
لذلك كان من الضرورى القاء الضوء على هذا الأثر الهام
حجر
رشيد هو حجر نقش عليه نصوص هيروغليفية وديموطقية ويونانية، كان مفتاح حل
لغز الكتابة الهروغليفية، سمي بحجر رشيد لأنه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة
على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط. | هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 730x317. |
وصف الحجر حجـر
رشيـد صنع في مصـر عـام 196 قبل الميلاد من حجر البازلت الأسود . أبعاده
الحالية هي 118 * 77 * 30 سم وهو مستقر الآن في المتحف البريطاني الذي قدم
نسخة مقلدة طبق الأصل منـه لمكتبة الإسكندرية العظمى الجديدة .
على حجـر رشيـد نجـد أن هنـاك ثلاثـة نصـوص مكتوبـة بثلاثـة خطـوط :
- الخط الهيروغليفـي .. النص العلـوي .
- الخط الديموطيقي .. النص الأوسط .
- الخط اليوناني .. النص السفلي .
ونلاحـظ معا ما يلي :
- النص الهيروغليفي مكون من 14 سطرا غير كاملة .
- اتجاه علامات الكتابة من اليمين إلى اليسار .. مثـل اللغـة العربيـة .
- النص يأخذ شكـل المثلث .. بمعنى أن السطور العليا أقصر من السطور السفلى .
- السطر السادس يحتوي على ثلاثة خراطيش ملكية .. والسطر الثاني عشر يحتوي
على خرطوشة واحدة .. والسطر الرابع عشر يحتوي على خرطوشة واحدة . | هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 694x925. |
صورة لحجر رشيد من المتحف البريطاني رواية شامبليون عن ترجمة النص فى حجر رشيد
اكتشفه
ضابط فرنسي في 19 يوليو عام 1799 م إبان الحملة الفرنسية وقد نقش عام 196
ق.م. وهذا الحجر مرسوم ملكي صدر في مدينة منف عام 196 ق.م. وقد أصدره
الكهان تخليدا لذكرى بطليموس الخامس، وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية
والديموطقية (القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين)
والإغريقية، وكان وقت إكتشافه لغزا لغويا لايفسر منذ مئات السنين، لأن
اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة، حتى جاء العالم الفرنسي جيان
فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليوناني ونصوص
هيروغليفية أخري، وهذا يدل على أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم
البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما، وكانت الهيروغليفية اللغة
الدينية المقدسة متداولة في المعابد، واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة
الشعبية (العامية المصرية)، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق،
وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهموه. وكان محتوى الكتابة تمجيدا
لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، وقد كتبه الكهنة ليقرأه
العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة. وكان العالم البريطاني
توماس يانج قد اكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية، وأن
الأسماء الملكية مكتوبة داخل أشكال بيضاوية (خراطيش)، وهذا الإكتشاف أدى
إلى فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون رموز الهيروغليفية، واستطاع
شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 م، لأن النص اليوناني عبارة عن 54
سطرا وسهل القراءة مماجعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة
العامية المصرية، وبهذا الكشف فتح آفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين
وفك ألغازها، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون،
وأصبحت الهيروغليفية وأبحديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات.
والحجر أخذه البريطانيون من القوات الفرنسية، ووضعوه في متحف لندن. كانت تلك هى رواية شامبليون عن ترجمة الحجر
و اليكم رأى احد العلماء عن مدى صحة هذه الترجمة
لقد بنى شامبليون نظريته على افتراض خاطئ . هذا الافتراض ينص على أن
الخراطيش تحتوي على أسماء ملوك أو حكام مصر القديمة .. وهذا افتراض غير
صحيح . كـل الخراطيش تحتوي على ( عبارات دينية مقدسة ) .. وهي ليست أسماء
.
هذه العبارات مكتوبة بصورة اختـزال .. واللغة المصرية القديمة هي أساسا لغة اختزال لأسباب كثيرة يخرج شرحها عن مجال الترجمة هنا .
وكل عبارة دينية داخل الخرطوشة تعبر عن فكـرة معينة أو مبدأ معين يؤمن به
الملك .. لذلك فهو يختار هذه العبارة كشعار ملكي له عند التتويج .
وهذا المبدأ كان متبعا مع كل ملوك مصر القديمـة حتى أولئك الملوك الأجانب
الذين غزوا مصر واحتلوا أرضها .. فقد تم منحهم عبارات اختاروها بأنفسهم
لتكون دلالة على فترة توليهم العرش ..
من ناحية أخرى نجد أنه ( من المحتمل ) أن هؤلاء الملوك استخدموا أسماء
ميلادهم أو العلامـات الهيروغليفية الدالة على هذه الأسماء لتتواءم مع
العبارات الدينية المنتقاة .. لكن لا يمكن لأحد ما أن يكون متأكدا من
حقيقة اسم الميلاد للملك . لقد كانوا يعتقـدون بأن التصريح بالاسم الحقيقي
للملك يعطي أعداءه القدرة على إيذائه.
في ضوء ما سبق هيا بنا نحلل بحرص الخرطوشة الأولى الواردة في النص الهيروغليفي .. السطر السادس :
العبارة .. بصورتها الصحيحة .. داخل الخرطوشة هي ما يلي : لا
يوجـد هناك اسـم ( بطليموس Ptolmis ) مذكـور في النص الهيروغليفي . كما
أنـه لا توجـد نغمة ( p ) في اللغـة المصـرية القديمة وهي نغمة لاتينية
خالصة لا يوجد ما يماثلها في العلامات الهيروغليفية .
لقد حاولوا الإيحاء لنا بأن ( بطليموس Ptolmis ) هو الاسم الحقيقي لهذا
الملك اليوناني .. وقالوا أن هذا هو نطق الاسم كما ورد في الخرطوشة
المدونة على حجر رشيد .. ولكن أيها السادة إن الأسماء الحقيقية للملوك
اليونانيين هي كالآتي .. وذلك كما وردت في الملحق الأول .. صفحة 202 .. من
كتاب :
(مصر .. من الاسكندر الأكبر حتى الفتح العربي .. للمؤلف هـ . آيدرس بل .. ترجمة د. عبد اللطيف علي)
سوتير >> بطليموس الأول !!
فيلادلفوس >> بطليموس الثاني !!
يورجتيس >> بطليموس الثالث !!
فيلوباتو >> بطليموس الرابع !!
إبيفانيس >> بطليموس الخامس !!
فيلوميتور >> بطليموس السادس !!
التركيب الصوتي الأحادي لهذه العبارة هو :
( ف - ت - وا - بـر - م - ى - س - لـم ) - فتح - مري
وإذا كتبنا الاسم بطريقة أبجدية على طريقة شامبليون نحصل على الاسم التالي :
فـتـوابـرمـيـسـلـم - فـتـح - مـري
عزيزي القارئ .. ما علاقة هذه العبارة بإسم (بطليموس) ؟!!
الخلاصة : إن إفتراض شامبليون الأساسي بأن الخرطوشة تحتوي على إسم الملك
وأن الخرطوشة لها نظير في الخط الديموطيقي أو الخط اليوناني لحجر رشيد
إنما هو إفتراض خاطئ تماما مما يهدم نظرية شامليون من جذورها و يقول العالم عن الفكـرة والمعنـى العـام للنـص
النص الهيروغليفي المكتوب في حجر رشيد هو عبارة أساسا عـن (بشـرى) أو
نبوءة روحانيـة تتحدث عن شخصية عظيمة مقدسة ستأتي في المستقبل لإعادة بعث
وتجديد وتأكيد الديانة المصرية القديمة . تلك البشرى أو النبوءة الفائقة
الأهمية صيغت بأسلوب الدعاء والابتهالات إلى اللـه عز وجـل .. وهي تلخص
بصورة رائعة وتشرح الديانة المصرية القديمة ككـل . و بالطبع بالرغم من هذا الجدل الدائر و الذى ما يزال مستمرا
حول الترجمة الصحيحة للنص الموجود فى حجر رشيد
فأن هذا لا ينفى اهميته التاريخية ......
حيث كان يمثل اول محاولة لمعرفة
رموز اللغة المصرية القديمة