الداعية البريطانية سارة جوزيف
نحن أمام شخصية يجب أن نقف أمامها كثيرا ليس وقوف احترام وتبجيل فقط، بل
وقوف تعلم، إنها بحق مثال للمرأة الداعية، وقدوة يجب أن تقتدى بها اى
امرأة تريد أن تعمل فى الدعوة، وسوف يزداد العجب عندما نعرف انها امرأة
ولدت على غير الاسلام بل كما تقول هى عن نفسها(كنت مسيحية عن إيمان وكنت
أمارسها عن حق) بل كانت غير سعيدة عندما اعتناق أخاها الاسلام..
إنها الداعية الاسلامية البريطانية سارة جوزيف ، الداعية النشطة الدءوبة،
داعية مرت على عقيدتين ، لذلك حاولت استخدام وضعها هذا في تشجيع الاحترام
والفهم المتبادلين والعمل كهمزة وصل من أجل السلام والتسامح.
قد ذكرنى أسلوب سارة جوزيف بنصيحة من احد مديرى التصدير الألمان عندما كان
يقول لى لا تترك فرصة او مكان تكون موجود فيه الا تحدثت عن عملك وأعطيت من
معك نبذة عن السلع التى تبيعها، وقد كانت الدعوة هى سلعة هذه السيدة
الفاضلة، كانت سلعتها الجنة، تدعو لها أينما كانت، لقد انبهرت انا شخصيا
بشخصيتها وأخذت هذه الشخصية الكثير من وقتى فى الحديث مع الأخوة والأصدقاء
، ويا ليت كل الدعاة مثل سارة
كانت سارة مختلفة عن مثيلاتها فى سن المراهقة، كان قلبها يبحث عن الدين
الحق، فقد كان قلبها محبا للإيمان، ولكنها كانت لا تعرف شئ عن الاسلام كان
كل ما تعرفه عن الاسلام فكما تقول هى : كنت لا أعرف شيئًا عن الإٍسلام سوى
أن المرأة عبارة عن خيمة سوداء، وأن لها علاقة بالإرهابيين، وأن هناك
شيئًا ما يفعلونه مع علبة سوداء (الكعبة) ..
ثم تقول : وأخيرًا أخبرتني أمي أن عيسى عليه السلام قد ولد من امرأة عذراء
.لم أكن أستطيع أن أفهم كيف حدث هذا بالنسبة لسيدنا عيسى عليه السلام،
ولكن في يوم ما عندما كنت في المكتبة طلبت نسخة من القرآن، وذهبت إلى فهرس
القرآن، ووجدت الآية التي تتحدث عن عذرية السيدة مريم وولادتها لسيدنا
عيسى عليه السلام، كنت سعيدة بعض الشيء وبعد ذلك تركت الأمر.
عندما بلغت سارة السادسة عشر من عمرها تركت مدرستها المسيحية وذهبت إلى
الجامعة وهناك بدأت في دراسة تاريخ الكنيسة وهناك وجدت أشياء محددة حالت
بينها وبين المسيحية مثل:
اعتقادهم أن البابا معصوم غير خطاء،
الاعتقاد أن الله لم يغفر خطيئة ادم،
وجود أكثر من أربعين نسخة من الإنجيل يتحكم فى تعديلها احد المجالس المكون من بشر،
قصة الصلب
من الأشياء التى لم تستطع أن تتقبلها سارة ادعاء أن المسيح عيسى ابن الله، فتقول هى فى ذلك :
إن الإسلام مختلف تمامًا. فإن من عجائب الله تنزيل القرأن عن طريق الوحي
على الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكيف أن القرآن ظل محفوظا، وفهمَ أن
عيسى عليه السلام ولد من امرأة عذراء ليس لأنه ابن الله ولكن لأنها قدرة
الله فإن الله يقول للشيء كن فيكون
تقول سارة عن اعتناقها الاسلام : إن قصة اعتناقي الإسلام هي أكثر تعقيدًا
من ذلك ولكن في الأصل هذه هي أهم الأشياء التي جعلتني اعتنق الإسلام
والشيء الأخير الذي جعلني اعتقد أن الإسلام دين الحق هو رؤية فتاة في
العشرين تصلي وعندما سجدت رأيت أن السجود هو قمة الاستسلام لله سبحانه
وتعالى . وفي هذا اليوم عرفت أن الإسلام هو الحق، وقد تلقت سارة العديد من
الخطابات التي تستنكر اعتناقها الإسلام بعد إشهار إسلامها.
منذ أن أسلمت سارة جوزيف عام 1988 ومنذ ذلك العام لم يتوقف مجهود سارة
الدعوى فهى تُلقي محاضرات عن الإسلام في المملكة المتحدة وعلى المستوى
الدولي منذ ما يزيد عن 15 سنة تقريباً .
وسارة جوزيف حاصلة على بكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف في الدراسات
الدينية من كلية الملك بلندن وقدمت بالكلية ذاتها بحوث كدراسات عليا حول
اعتناق بريطانيون للإسلام
وقد كتبت سارة أيضاً وسجلت لعديد من برامج الإذاعة المستقلة والبي بي سي
مثل "وقفة للتدبر" و "نيكي كامبل وحياة الليل المتأخر" . وقد عملت سارة
كباحثة متخصصة بالقسم التعليمي الخاص بالبي بي سي في السلسلة الإسلامية
عام 2001. كما ساعدت في تجميع برنامج "إلهامات الإسلام" الذي يبحث في
إسهامات الإسلام والتراث الإسلامي من أجل الحياة الغربية المعاصرة.
عملت سارة كمستشارة للشئون الإسلامية لبحث القضايا وتوفير التدريب المتنوع
في المجالات التي تتعلق بالعمل ، والتعليم ، والصحة ، والشرطة وكافة
المجالات الأخرى. بالنسبة لمعتقدات المسلمين واحتياجاتهم في المملكة
المتحدة .
حصلت سارة على جائزة أمير ويلز عام 1999 – 2000 كما حصلت على منحة دراسية
بمؤسسة الملك فيصل وسافرت إلى المملكة العربية السعودية لمتابعة البحث في
التصورات النظرية للتحول .
حصلت سارة على منحة Obe في قائمة شرف يونيو 2004 بمناسبة عيد مولد الملكة
وذلك عن مجهوداتها للحوار بين مختلف العقائد ، ولتشجيعها لحقوق المرأة .
اشتركت سارة فى مؤتمر مسلمي أوروبا التحديات والفرص والذى عقد فى مدينة اسطنبول التركية فى الفترة من 1 : 2 يوليو 2006
بحث أكاديمي نادر عن اعتناق الإسلام في المملكة المتحدة.
قامت سارة ببحث أكاديمي نادر عن اعتناق الإسلام في المملكة المتحدة.
وتقول: "عادة ما يقوم صديق أو زميل مسلم بتعريف المعتنق بالديانة
الإسلامية على الرغم من أن هناك بعض الأشخاص الذين يعتنقون الدين بعد
زيارتهم لدولة إسلامية." كما تقول أيضا: "جميع من شملهم بحثي قالوا إنهم
يحبون فكرة الإيمان بوجود إله واحد فقط دون غموض أو تعقيدات، فقط الإيمان
بالخالق كما يدعو الإسلام
تترأس سارة جوزيف الان رئاسة تحرير واحدة من اكبر المجلات الاسلامية فى أوربا وهى مجلة Ml
Ml"إم إل" هي مجلة فريدة وحيوية تغطي نواحي الحياة وتعرض كافة التعبيرات
عن حياة المسلمين المعاصرة في بريطانيا كما تغطى أسلوب حياة المسلمين في
جميع أنحاء بريطانيا، إضافة إلى 30 دولة، وتهدف إلى تعزيز الثقة في النفس
بين أبناء الأقلية المسلمة والتصدي للأفكار السلبية بعد هجمات لندن في
يوليو 2005م و تباع المجلة في مختلف أنحاء بريطانيا في المكتبات ومتاجر
التجزئة
هذه المجلة تضم كل ما يحاول المسلمون تحقيقه ففي هذه المجلة - الحديث عن
الإسلام بأسلوب إيجابي وديناميكي. فهى تبين بأن الإسلام هو حقيقة حية في
بريطانيا - مما يخلق ثقافة جديدة من التعبير الذي يمزج ما بين التقاليد
والعالم المتطور والحديث.
تغطي هذه المجلة التي تصدر كل شهرين عددا واسعا من المواضيع من السياسة
إلى الترفيه كما تغطي العديد من أوجه الحياة اليومية الأخرى. وتسعى المجلة
من خلال جمعها ما بين العرض الحديث والصور الجاذبة للانتباه إلى تغطية
اهتمامات جميع فئات المسلمين في بريطانيا.
وتقول سارة عن هذه المجلة :
أردنا أن نخلق مجلة رفيعة المستوى تقدّر حياة المسلمين في بريطانيا. أردنا
أن نخلق مجلة نفتخر بها وتعكس النواحي الإيجابية لحياة المسلمين، إلى جانب
النظر في القضايا الصعبة التي تواجهنا. وكذلك فإن الحضارة الإسلامية كان
لها تأثير كبير في العديد من المجالات الرئيسة في الثقافة، لكن قلما تتم
رؤية ذلك - نأمل بأن نتمكن من أن نعكس تاريخنا إلى جانب كيفية عمل
المسلمين على خلق ثقافة إسلامية بريطانية."
وتقول أيضا :
الأمر يتعلق بغرس الثقة في المسلمين وتغيير النظرة العامة المتعلقة بأن
العنف متوطن في الشخصية المسلمة، والافتراض بأن النساء يتعرضن للقمع وأننا
متعصبون"، ونعرض مزيجا من الموضوعات والمقابلات، ابتداء من زوجين مسلمين
يديران مطبخا يقدم الحساء للمشردين، وانتهاء بموضوعات حول أسلوب الحياة
تتعلق بالطعام والموضة والرياضة والسفر والأدوات".
وتقول بلسان الداعية التى تعمل ولها هدف وتدرك المخاطر التى تحيط بها :
"نحن تحت أعين وسائل الإعلام لمدة 24 ساعة في اليوم. إما أن ننهار تحت
وطأة هذا العبء أو أنه بعد الظلام يأتي النور".
وترى سارة أن الخوف والتوتر يغذيان العزلة. و إنه من المهم جدا تقديم صورة
إيجابية عن أقلية غالبيتها العظمى معتدلة ومستعدة لأن تكون "مساهمة" في
بريطانيا حديثة.
حذرت سارة من أن تيارا معاديا للإسلام آخذ في التنامي في أوربا، وأكدت على
أنه بدأ في التصاعد في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على
الولايات المتحدة الأمريكية، وأن جذوره نمت على مدى العقد الماضي
بأكمله.كما أشارت في ذلك أيضا إلى التشريعات التي أقرت ضد الإرهاب في
أوربا والتي أثارت مخاوف المسلمين بصفة عامة.
وضربت سارة مثالا على ذلك بالحظر الفرنسي على ارتداء الحجاب بالمدارس
الحكومية. وحذرت أيضا من أن "أصولية علمانية" تزحف على أوربا التي لا تترك
مجالا للدين في الحديث السياسي.
من ناحية أخرى، قالت سارة جوزيف: إن الإسلام سيكون أوسع الديانات تعبدا في بريطانيا بحلول عام 2020.
تقول سارة إلى أن التقديرات تشير إلى أن ما بين 10 آلاف إلى 50 ألفا من
البريطانيين يعتنقون الإسلام سنويا، وتقول سارة إن الإسلام يعد ثاني أكبر
ديانة في بريطانيا، وفي عام 2020 سيصبح المسلمين أكثر المتعبدين في
بريطانيا إذا أخذنا التردد على المساجد والكنائس كمقياس".
وسارة جوزيف لا تتوقف ولا تهدئ عن الدعوة فقد نذرت لها حياتها بجوار مسئولياتها كزوجة وأم لثلاثة أبناء حسن وسمية وأميرة