يتعرض طلاء السيارة لأخطار كثيرة بحلول فصل الصيف، وأهم مصادر هذه الأخطار هي الحشرات وصمغ الأشجار وفضلات الطيور، حينئذ يتطلب الأمر سرعة التصرف كي لا يفقد الطلاء رونقه وبريقه.
ومن المعروف أن الملح هو العدو اللدود لطلاء السيارات، غير أن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن في هذا السياق هو كيف يمكن أن يصل الملح إلى السيارة؟.
والإجابة عن هذا السؤال يسيرة للغاية، فكثير من الأشخاص يذهبون في فصل الصيف إلى الشواطئ التي يحتوي هواؤها على نسبة عالية للغاية من الأملاح، ويمكن أن تعلق بطلاء السيارة ومن ثم تلحق به ضررا بالغا.
وينطبق هذا الأمر أيضا على رمال الشواطئ التي تتناثر على طرق السفر العمومية. ومن هنا ينصح خبراء السيارات بسرعة إزالة بقايا الأملاح والرمال العالقة بتجاويف السيارة بعد السفر لقضاء العطلات.
وفي هذا السياق يشير مايكل غوليك المتحدث باسم شركة باسف الألمانية للدهانات "BASF Coating" بمدينة مونستر غربي ألمانيا إلى أن الشركة تقوم بانتظام بإجراء اختبارات تهدف إلى معرفة مصادر الأخطار التي تتهدد طلاء السيارات.
فضلات الطيور
وأثبتت هذه الاختبارات أن فضلات الطيور تلحق ضررا بالغا بطلاء السيارة، لذا يتعين إزالة آثار هذه الفضلات سريعا، ويفضل أن يكون ذلك في اليوم الذي تعلق فيه هذه الفضلات، وذلك لحمايتها من الأضرار التي يمكن أن تلحق بها وللحفاظ على مظهرها.
ورغم اختلاف مكونات فضلات الطيور فإن تأثيرها واحد، فهي جميعا تتسبب في تآكل الطلاء وتحدث به بعض الأضرار المستديمة، لذا يجب إزالة فضلات الطيور العالقة بالطلاء تماما وعدم الاكتفاء بمسحها.
أما إذا جفت هذه الفضلات فيجب عدم مسحها أو محاولة خدشها، إذ إن ذلك قد يتسبب في إلحاق مزيد من الأضرار بالطلاء. كما يجب عدم إيقاف السيارة تحت أشعة الشمس المباشرة، لأن درجات الحرارة العالية قد تؤدي إلى حفر هذه الفضلات في جسم السيارة.
وتعد بقايا الحشرات هي الأخرى من الأشياء الضارة بطلاء السيارة، وفي هذا الصدد يؤكد ماركوس هارتمان العضو بالرابطة الألمانية للعناية بالسيارات أهمية إزالة بقايا الحشرات العالقة بطلاء السيارة في أسرع وقت ممكن، فكلما طالت فترة بقائها كان من الصعب إزالتها.
وينصح هارتمان بعدم الانخداع بالمظهر الجيد للطلاء فهو في حقيقة الأمر مظهر غير حقيقي، حيث أوضحت الاختبارات المجهرية التي أجريت على السيارات التي صدمت حشرات أثناء القيادة بسرعات كبيرة أن بقايا هذه الحشرات تستقر بقاع طلاء السيارة، لذا يتعذر رؤيتها بالعين المجردة.
ويشير أرنولف تيميل من المركز الفني التابع لنادي السيارات بمدينة لانديسبرغ جنوبي ألمانيا إلى أن العصارة التي تفرزها الحشرات على زجاج النوافذ عند الاصطدام بها تتسبب في تكون طبقة من الشحم والدهون لا تستطيع أقوى مواد التنظيف إزالتها، لذا ينبغي إزالة بقايا الحشرات من زجاج النوافذ وأسطح الكشافات من حين لآخر باستخدام قطعة قماش مبللة.
كما تشكل الأشجار أيضا خطرا بالغا على لمعان وبريق طلاء السيارات، حيث أظهرت نتائج الاختبارات التي أجراها خبراء السيارات أن صمغ الأشجار يمكن أن يلحق أضرارا بالغة بطلاء السيارة.
فرغم أن طلاء السيارات الحديثة يتمتع بقدرة مقاومة عالية، يمكن أن تضر المواد الزيتية التي يحتوي عليها صمغ الأشجار بالطبقات العلوية الشفافة للطلاء، ما يتسبب في فقدانه لبريقه. ولهذا السبب ينصح الخبراء بتجنب إيقاف السيارة تحت الأشجار لفترات طويلة في فصل الصيف. وبكل تأكيد يعد الماء أسرع وسيلة متوافرة لإزالة الأضرار التي تلحق بالطلاء.
ويشير يوخن ييكل من الرابطة الألمانية لمحطات الوقود ومحطات الغسل الآلي للسيارات بمدينة ميندين شمالي ألمانيا إلى ضرورة "تحليل" بقايا الحشرات مثلا باستخدام كمية وفيرة من المياه إجراء أوليا، ثم الذهاب لمحطات الغسل الآلي للسيارات لإزالة آثار هذه الاتساخات.
كما ينصح ييكل بلصق صفحة جرائد مبللة قليلا على موضع الاتساخات، ثم نزعها بعد فترة قصيرة برفق.
عزل الطلاء
للوقاية من الأضرار المحتملة ينصح خبراء السيارات بدهان طلاء السيارة بطبقة أولية من الشمع الصلب ثم دهانه بمادة تلميع ثم بطبقة عازلة. وتوفر هذه الطبقة العازلة حماية أكيدة وفعالة للطلاء ضد الأخطار التي تحدق به في فصل الصيف لمدة تصل إلى نصف عام، وذلك تبعا لجودة الشمع الصلب المستخدم.