فيا حسنها! إذ يغسلُ الدمعُ كحلها
فيا حسنها! إذ يغسلُ الدمعُ كحلها وإذ هيَ تذري الدمعَ منها الأناملِ!
عشية َ قالت في العتابِ: قتلتني، وقتلي، بما قالت هناك، تُحـاوِلُ
فقلت لها: جودي، فقالت مجيبـة ً، ألَلجِدُّ هذا منكَ، أم أنتَ هازِلُ؟
لقد جعلَ الليلُ القصيرُ لنـا بكـم ، عليّ، لروعاتِ الهوى ، يتطاولُ
******
أرى كلّ معشوقينِ، غيري وغيرَهـا ، يَلَـذّانِ فـي الدّنْيـا ويَغْتَبِـطَـانِ
وأمشي ، وتمشي في البلادِ، كأننـا أسِيـران، لـلأعـداءِ، مُرتَهَـنـانِ
أصلي، فأبكي في الصلاة ِ لذكرها، لـيَ الويـلُ ممّـا يكتـبُ الملكـانِ
ضَمِنْتُ لهـا أنْ لا أهيـمَ بغيرِهَـا، وقـد وثقـتْ منـي بغيـرِ ضمـانِ
ألا، يا عبادَ الله، قومـوا لتسمعـوا خصومـة َ معشوقيـنِ يختصمـانِ
وفي كل عـامٍ يستجـدانِ، مـرة ً، عتابـاً وهجـراً، ثـمّ يصطلـحـانِ
يعيشانِ في الدّنْيـا غَريبَيـنِ، أينمـا أقامـا، وفـي الأعـوامِ يلتقـيـانِ
وما صادياتٌ حمـنَ، يومـاً وليلـة ً، على الماءِ، يُغشَيْنَ العِصيَّ، حَواني
لواغبُ، لا يصـدرنَ عنـه لوجهـة ٍ ولا هنّ من بَردِ الحِيـاضِ دَوانـي
يرين حبابَ الماءِ، والمـوتُ دونـه، فهـنّ لأصـواتِ السُّقـاة ِ رَوانـي
بأكثـرَ منّـي غـلّـة ً وصبـابـة ً إليـكِ، ولكـنّ الـعـدوّ عَـدانـي