تعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الجمعة بسحب جميع القوات الامريكية من العراق هذا العام لينهي رمزيا الحرب لكنه يحبط امال الولايات المتحدة بترك الاف قليلة من القوات لدعم العراق المتداعي وتحقيق توازن مع تأثير ايران المجاورة.
وبعد اخفاق اشهر من المفاوضات مع مسؤولين في بغداد في التوصل الى اتفاق لابقاء ربما الاف من العسكريين الامريكية في العراق كمدريبين اعلن اوباما انه سيلتزم بخطط سحب القوة الباقية البالغ قوامها 40000 بحلول نهاية العام.
وقال اوباما للصحفيين "بعد مرور نحو تسع سنوات ستنتهي حرب امريكا في العراق."
ويعد الاعلان حدثا مهما بعد اكثر من ثماني سنوات ونصف من قيادة ادارة بوش الغزو للاطاحة بصدام حسين بناء على تحذيرات من وجود اسلحة دمار شامل ثبت في نهاية الامر عدم وجودها.
ويتطلع اوباما الى انهاء عشر سنوات من الحرب في العالم الاسلامي والتي اضرت بصورة الولايات المتحدة على نحو دائم في انحاء العالم واجهدت جيشها وميزانيتها. ويضع اوباما نصب عينيه حملة اعادة انتخابه في 2012 والتي يحتمل ان تركز على اسلوب معالجته للاقتصاد الامريكي.
ووصل عدد القوات الامريكية الى ذروته وهو نحو 190000 جندي عام 2007 . وقتل نحو 4500 جندي امريكي وكلفت الحرب دافعي الضرائب الامريكيين اكثر من 700 مليار دولار امريكي في الانفاق العسكري وحده.
وحتى مع سعي قادة الديمقراطية الهشة في العراق الى ان ينأوا بانفسهم عن واشنطن فان العراق يقف على قدمية ببطء بعد سنوات من العنف الشديد جدا الذي حطم مجتمعه وقتل عشرات الالاف من الاشخاص.
وعلى الرغم من ترحيب واشنطن بتقدم العراق المتعثر ولاسيما في ظل وجود اضطراب يجتاح الشرق الاوسط فان نظامه السياسي لا يزال يواجه مأزقا مستمرا بشأن قضايا تثير انقسام دولة مقسمة دينيا وعرقيا.
وهناك فرق شاسع بين العنف هناك والمذابح الطائفية التي شهدها العراق في 2006 و2007 لكن العراق ما زال يعاني من هجمات يومية من متمردين متعنتين متحالفين مع القاعدة ومن رجال ميليشيات شيعية.