الكثير من المصائب تحدث داخل الأهلي، أزمات صراعات، مشاكل بين اللاعبين والجهاز الفني، إلى آخر مثل هذه الأمور الطبيعية جدا والتي تحدث داخل أي نادٍ في العالم..
ولكن الفريق الأحمر، وتحديدا الإدارة، دائما ما تخفي مثل هذه الأمور، ولا تخرج للإعلام، ويُفرض سياج من السرية القاتمة حول أخبار النادي، ويخرج بعض من هذه الأخبار، ولكنها لا تخرج نتيجة تسريب، أو تخرج نتيجة تسريب ولكنه ليس عفويا، وإنما تسريب مقصود ومتعمد وله أهدافه.
لا أقول أن السياج السري الذي يفرضه الأهلي سيئا أو غير مستحب، فهو بأي حال من الأحوال أفضل من حالة سوق الخضار التي يعاني منها الزمالك، والتي تجعل أخبار النادي وكأنها منشورة على حبل غسيل على أسوار النادي.. ولكن ما أقوله أن إدارة الأهلي تنجح بخبث منقطع النظير في تسريب الأخبار التي تعود عليها بالنفع أو التي تمهد لفعل معين، أو التي تقيس تيارات واتجاهات.
فمثلا الكثير من التسريبات في الفترة الماضية كانت حول سيد معوض، ومشاكله وتسببه في كسر يد بركات بسبب "الهزار الماسخ"، ثم بعد ذلك تسريب آخر حول شجار بينه وبين وائل جمعة، وقبل هذا وذاك كان التسريب حول الاستغناء عن خدمات اللاعب وأن جوزيه لا يريده في الفريق.
اربط بين الأخبار الثلاثة ستجد ببساطة شديدة أنه وفقا لسياسة إدارة الأحمر في "التسريب الموجَه" فقد حان الآن موعد رحيل سيد معوض عن الأهلي، وبحد أقصى فترة الانتقالات الشتوية!
القصاص
** ما حدث بين شيكابالا وهاني سعيد مشادة في الملعب تحدث حتى لغير المحترفين عندما يلعبون الكرة في الشارع، فالمشاحنات بين اللاعبين في الملعب وفي التدريبات أمر عادي، تماما مثل المشادة بين زملاء العمل والتي تنتهي بالمصالحة دائما.
ولكن غير العادي هو تصرف هاني سعيد والذي يوحي برواسب سابقة، أو مشادات بينه وبين اللاعب لم ينصفه فيها أحد، ومن وجهة نظري فالخطأ الأكبر هو من هاني سعيد، وتصرفه الانفعالي، بالإضافة إلى إدارة الفريق، والتي لم تنه الموضوع على الفور وتركت الأمر يصل إلى هذا الحد.
كذلك الأمر في قصة سيد معوض ووائل جمعة فالأمر لا يعدو كونه مشادة في التدريب، ولم يكن ليصل إلى حد خبر لو لم ترد الإدارة أن توصله للإعلام، تمهيدا للقصاص من اللاعب.
لا وقت للمنظرة
** يوم بعد يوم يثبت حسن شحاتة أنه مدرب من طراز خاص، مدرب لم تأت الملاعب المصرية بمثله، ليس لتميزه الخططي والدهاء التكتيكي، ولكن ما أتحدث عنه ها هنا هو الشخصية...
فمن النادر أن تجد عقوبة في الزمالك تحل على لاعب بسبب سوء السلوك والاعتراض على التحكيم، فهذا الأمر كانت الإدارات السابقة تعتبره بمثابة شجاعة تستحق المكافأة وليست العقاب.
ولكن شحاتة فرض عقوبات على جعفر وصلاح وعنفهم بشدة بسبب إيقافهم، وحذرهم من تكرار الانفعال على التحكيم، وعندما أرادت إدارة النادي أن تستعرض وتكسب شعبية ودعم على حساب الفريق وقف شحاتة في وجههم ومنعهم.
فالإدارة أرادت أن تسير خطوة في طريق الانتخابات بدعوة كل رموز النادي لنهائي الكأس، جعفر ويكن ويحيى وحتى حسام حسن، وهو الأمر الذي أزعج المدير الفني للفريق ليس لوجود هذه الشخصيات فهو يرحب بهم في كل الأوقات وأغلبهم أصدقاء له، ولكن بسبب فكرة الاحتفالية في حد ذاتها.
فالمعلم وقف في وجه الإدارة على اعتبار أن نهائي الكأس ليس احتفالية، ولا هو وقت "المنظرة" الفارغة، وقال لهم لو أردتموها احتفالية فلا تطالبوا بالكأس وإن أردتم التتويج انسوا الاحتفاليات واجعلوها بعد الفوز.
بالفعل التعامل مع مباراة إنبي على أن الكأس مضمونة، سلاح له حد واحد وليس حدين، وحده الوحيد سيسلط على رقبة الزمالك، فالفريق البترولي لم ولن يكون لقمة سائغة، وهو الذي أقصى الأهلي من البطولة، وبالتالي فالفوز عليه يتطلب كامل التركيز من اللاعبين ومن الإدارة الفنية.
الكذب حرام
** بعض المواقع وضعت تصريحات شحاتة تحت عنوان: "شحاتة يرفض حضور حسام حسن للنهائي"، وطبعا تقرأ الخبر تجد أمرا آخر وهو أنه يرفض الاحتفاليات ودعوة الرموز والمدربين السابقين ومن بينهم حسام حسن!
لن أقول أمورا أفلاطونية مثل "الإعلام رسالة" و"الرقص رسالة" وكل هذا الكلام المترهل، ولكنني فقط سأقول أن الكذب حرام، وتحريف الأقوال حرام حرام.. والتقَوُل على الأشخاص حرام.. انسوا رسالة الإعلام.. ألا يكفي السادة المُحرِفون والمدَعون حرمانية هذه الأفعال؟!