دريم شخصية هامة
عدد المساهمات : 1972 نقاط : 4026 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 21/03/2011 العمر : 64 العمل/الترفيه : mmmm
| |
دريم شخصية هامة
عدد المساهمات : 1972 نقاط : 4026 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 21/03/2011 العمر : 64 العمل/الترفيه : mmmm
| موضوع: رد: يا من فقدت السعادة الإثنين يونيو 27, 2011 7:16 pm | |
| هؤلاء هم أهل الغفلة !! فهل أنتَ - أنتِ - من أهل الغفلة ؟ !! يا مـتعب الجسم كـم تـسعى لراحتـه ... أتعبت جسمك فيما فيه خسران؟! أقبل على الروح واستكمل فضائلها ... فأنت بالروح لا بالجسم إنـسان ما أحرص أهل الغفلة على أموالهم وما أحرصهم على وظائفهم، وصحتهم ، لكن أمور دينهم والتفقه فيها وتطبيقها والتقيد بها فهي آخر ما يفكرون فيه إن هم فكروا . أوقاتهم ضائعة بلا فائدة ، بل إن أغلبها قد تضيع في المحرمات وإضاعة الواجبات يبحثون بزعمهم عن الراحة والسعادة ، وهم بعملهم هذا لن يجدوا إلا الشقاء والتعاسة ، شعروا بذلك أم لم يشعروا لقوله تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه : 124 ، حتى أصبح حال الكثيرين من هؤلاء كما قال الشاعر : نهارك يا مغرور سهو وغفـلة ... وليلك نوم والــردى لك لازم وشغلك فبما سوف تكره غبـه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم ولقد مات عند الكثير من هؤلاء الشعور بالذنب ، ومات عندهم الشعور بالتقصير ، حتى ظن الكثير منهم أنه على خير عظيم ، بل ربما لم يرد على خاطره أنه مقصر في أمور دينه ، فبمجرد قيامه بأصول الدين ومحافظته على الصلوات ظن في نفسه خيرأ عظيماً ، وأنه بذلك قد حاز الإسلام كله وأن الجنة تنتظره في نهاية المطاف ، ونسي هذا المسكين مئات بل آلاف الذنوب والمعاصي التي يرتكبها صباحاً ومساءً من غيبة أو بهتان أو نظرة إلى الحرام أو شرب لحرام أو غير ذلك من المعاصي والمخالفات التي يستهين بها ولا يلقي لها بالاً ويظن أنها لا تضره شيئاً وهي التي قد تكون سبباً لهلاكه وخسارته في الدنيا والآخرة ، وهو لا يشعر لقول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ} رواه أحمد من حديث ابن مسعود ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (2687) ، ناهيك عن ما يرتكبه البعض من كبائر وموبقات من ربا وزنا ولواط ورشوة وعقوق ونحو ذلك .. وإن المرء ليعجب والله أشد العجب ! ألم يمل أولئك هذه الحياة ؟ ألم يسألوا أنفسهم ثم ماذا في النهاية ؟ ماذا بعد كل هذه الشهوات والملذات ؟ ماذا بعد هذا اللهو والعبث ؟ ماذا بعد هذه الحياة التافهة المملوءة بالمعاصي والمخالفات ؟ هل غفل أولئك عما وراء ذلك .. هل غفلوا عن الموت والحساب والقبر والصراط، والنار والعذاب !! أهوال وأهوال وأمور تشيب منها مفارق الولدان ، ذهبت اللذات وبقيت التبعات ، وانقضت الشهوات وأورثت الحسرات ، متاع قليل ثم عذاب أليم وصراخ وعويل في دركات الجحيم ، فهل من عاقل يعتبر ويتدبر ويعمل لما خلق له ويستعد لما أمامه . تا الله لو عاش الفتى في عمره ... ألفاً من الأعوام مالك أمــره مــتـلــذذاً فيــها بـكــل نــعيــــــم ... متـنعـماً فيـها بنعـمى عصره مـا كـان ذلـك كـله في أن يفـــي ... بمـبيـت أول ليـلة فـي قــبـره إن مثل هؤلاء المساكين الغافلين السادرين في غيّهم قد أغلقت الحضارات الحديثة أعينهم وألهتهم الحياة الدنيا عن حقائقهم ومآلهم، ولكنهم سوف يندمون أشد الندم إذا استمروا في غيهم ولهوهم وعنادهم ولم يفيقوا من غفلتهم وسباتهم ويتوبوا إلى ربهم. يقول تعالى عن مثل هؤلاء : {ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} الحجر : 3 . أي دعهم يعيشوا كالأنعام ولا يهتمون إلا بالطعام والشراب واللباس والشهوات !؟ . ألم يأن لكل مسلم أن يعلم حقيقة الحياة والغاية التي من أجلها خلق ؟ أمـا والله لـو عـلم الأنــام ... لمـا خلقوا لما غفلوا وناموا لقد خلقوا لما لو أبصرته ... عيون قلوبهم تاهوا وهاموا مـمـات ثـم قـبرثم حشـــر ... وتـوبـيـخ وأهــوال عظـــام أخي / أختي : يا من تقرأ هذه الرسالة قف قليلأ مع هذه الأسطر وراجع نفسك وحاسبها وانظر كيف أنت في هذه الحياة ، هل أنت من أولئك اللاهين الغافلين أم لا ؟ وهل أنت تسير في الطريق الصحيح الموصل إلى رضوان الله وجنته ، أم أنك تسير وفق رغباتك وشهواتك حتى ولو كان في ذلك شقاؤك وهلاكك ؟ انظر في أي الطريقين تسير فإن المسألة والله خطيرة وإن الأمر جد وليس بهزل ، ولا أظن أن عندك شيء أغلى من نفسك فاحرص على نجاتها وفكاكها من النار ومن غضب الجبار ، انظر كيف أنت مع أوامر الله وأوامر رسوله ، هل عملت بهذه الأوامر وطبقتها في واقع حياتك أم أهملتها وتجاهلتها وطبقت ما يناسبك ويوافق رغباتك وشهواتك ؟! إن الدين كلٌ لا يتجزأ ؛ لأن الإلتزام ببعض أمور الدين وترك الأمور الأخرى يعتبر استهتارا بأوامر الله وتلاعبا بها ، وهذا لا يليق بمسلم أبداً وقد نهى الله عن ذلك وتوعد من فعله بوعيد شديد فقال عز من قائل : {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} البقرة : 85 . إن المسلم الحق وقته كله عبادة والدين عنده ليس شعائر تعبدية فحسب يؤديها ثم يعيش بعد ذلك فيما بين الشعيرة والشعيرة بلا دين ولا عبادة !! فيأكل الحرام ويشرب الحرام ويسمع الحرام ويشاهد الحرام ويعمل الحرام ويتكلم بالحرام !! إن من يفعل ذلك لم يفهم حقيقة الإسلام الذي يحمله وينتمي إليه . أخي / أختي : يا من تعصي الله إلى متى هذه الغفلة ؟ إلى متى هذا الإعراض عن الله ؟ ألم يأن لك أخي أن تصحو من غفلتك ؟ ألم يأن لهذا القلب القاسي أن يلين ويخشع لرب العالمين ؟ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} الحديد:16 ، أعلنها أخي توبةً صادقةً وكن شجاعاً ، وكن حقاً عبداً لله تعالى ، وهل يكون الإنسان عبداً حقيقياً لله وهو متمرد على مولاه أينما يوجهه لا يأتِ بخير ؟ ألم يأن لك أخي أن تسير في قافلة التائبين ؟ هل أنت أقل منهم ؟ حاشاك ذلك !! هل هم في حاجة إلى ما عند الله من الثواب وأنت في غنى عنه ؟ هل هم يخافون الله وأنت قوي لا تخافه ؟ ألا تريد الجنة ؟ تخيّل يا أخي النظر إلى وجه ربك الكريم في الجنة وتخيّل أنك تصافح نبيك محمداً صلى الله عليه وسلّم وتقبله وتجالس الأنبياء والصحابة في الجنة ، قال تعالى : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً} النساء:69 ، وتخيّل أخي نفسك وأنت في النعيم المقيم في جنات عدن بين أنهار من ماء وأنهار من لبن وأنهار من خمر وأنهار من عسل مصفى وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ، ولك فيها ما تشتهيه نفسك وتلذ عينك ، تخيّل كل هذا النعيم في جنة عرضها السماوات والأرض ، وتخيّل في مقابل ذلك النار وزقومها وصديدها وحرها الشديد وقعرها البعيد ، وعذاب أهلها الدائم الذي لا ينقطع ، قال تعالى : {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} الحج:22 ، تخيّل كل ذلك لعله أن يكون عوناً لك على التوبة والإنابة والرجوع إلى الله ، ووالله إنك لن تندم على التوبة أبداً ، بل إنك سوف تسعد بإذن الله في الدنيا والآخرة سعادة حقيقية ، لا وهمية زائفة ، فجرّب / جربي هذا الطريق من اليوم ولا تتردد / تترددي ، ألست تقرأ / تقرأي في صلاتك كل يوم {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} الفاتحة:6 ، فما دمت تريد الصراط المستقيم فلماذا لا تسلكه وتسير فيه !! واحذر / احذري - من خداع إبليس الذي يوسوس لك بالنظر إلى المحرمات .. والوقوع في الشهوات .. يمنيك بالمتعة والسرور .. والأنس والحبور .. فما هي إلا ساعة حتى يبعثر ما في القبور .. ويحصل ما في الصدور .. وتتساوى أقدام الخلائق في القيام لله .. وينظر كل عبد ما قدمت يداه .. واعلم / اعلمي بأن السعداء إذا ذكروا تذكروا .. فكم من ملوك وأمراء وحكام .. وكانوا في سهو وغفلة : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} المؤمنون:115 .. فخف / خافي من ربك وأعدّ / أعدي الزاد لقبرك .. فذاك الفضيل بن عياض .. كان سارقاً قاطع طريق .. فقفز في بيت في ظلمة الليل .. فسمع قارئاً يقرأ قوله تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} الحديد / 16.. فبكى الفضيل وقال : ربِّ قد آن .. ربِّ قد آن .. ثم قصد المسجد من ساعته وتاب واستعدَّ للقاء ربه .. المصدر : تهذيب الكمال للمزي - (23 / 286) . وذاك زاذان الكندي الإمام المحدث كان صاحب لهو وطرب .. ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى . فقام و ضرب بالعود على الأرض فكسره ثم أسرع فأدركه وجعل يبكي بين يدي عبد الله بن مسعود .. فاعتنقه عبد الله بن مسعود .. وبكى وقال : كيف لا أحب من قد أحبه الله .. ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن .. وصار إماماً في العلم .. المصدر أعلام النبلاء 4 / 280 - 281 وغيرها الكثير من قصص الهداية ؛ فأدم ذكر ربك على جميع أحوالك .. واحرص على مجالسة الصالحين .. وحضور دروس العلم والدين .. فإن للذكر من شرح الصدر .. ولذة العمر .. ما لا يوصف .. فابكِ بين يدي ربك .. واعترف بتقصيرك وذنبك .. واعترف بنعمته عليك .. وقل : يا مـنزل الآيـات والفـرقان بـيني وبينـك حـرمة القــــــــــــــــــــــرآن اشرح به صـدري لمعرفة الهدى واعصـم به قلبي من الشيطـــــــان يســر به أمري واقض مآربي وأجرْ به جسدي من النيـــــــــــــــران واحطط به وزري وأخلص نيتي واشدد به أزري وأصلح شـــــــــاني واكشف به ضري وحقق توبتي أربِح به بيعي بلا خســـــــــــــــــران طهر به قلبي وصفِّ سريرتي أجمل به ذكري وأعلِ مكانــــــــــــــــي واقطع به طمعي وشرِّف همتي كثِّر به ورعي وأحيي جنانـــــــــــــي أسهر به ليلي وأظم جوارحي أسبِل بفيض دموعها أجفانــــــــــــــي أمزجه يا ربي بلحمي مع دمي واغسل به قلبي من الأضــــــــــــغان أنت الذي صوَّرتني وخلقتني وهديتني لشرائع الإيمـــــــــــــــــــــــان أنت الذي علمتني ورحمتني وجعلت صدري واعي القــــــــــــــــرآن أنت الـذي أطـعمتني وسقيتني من غـير كسب يد ولا دكـــــــــــــــــان وجبرتني وسترتني ونصرتني وغمرتني بالفضل والإحســـــــــــــــان أنت الـذي آويتــني وحبوتني وهـديتني من حيرة الخـــــــــــــــــــذلان وزرعـت لي بين القلوب مودة والـعطفَ منـك برحمـة وحنـــــــــــان ونشـرت لي في العالمين محامداً وسترت عن أبصــارهم عصيـاني وجعلت ذِكري في البريّة شائعاً حـتى جعـلت جميعهـم إخـوانـــــــــي والله لو علــموا قبيح سريرتي لأبى السـلام علـيَّ مـن يلقـانــــــــي ولأعرضوا عني ومـلّوا صحـبتي ولبؤت بعـد كـرامـة بهــــــــــوان لكن سترت معـايبي ومثـالـبي وحلُـمتَ عـن سقطي وعن طغيانـــي فـــلك المحامد والمدائح كلها بخواطـــري وجوارحي ولسانــــــــي ولقـد مننت عليَّ ربِّ بأنعُــمٍ مـا لـي بشكـر أقلِّـهن يـــــــــــــــــدان فوَحـق حكمتـك التي آتيتـني حـتى شـددت بنـورها أركــــــــــــــاني لإن اجتبتني من رضاك مـــعونة حــــــتى يقوي أيدُها إيمــــــــاني لأُسبحنـك بكــرة وعشيـة ولَـتخدمنك في الـدجـى أركـــــــــــــــاني ولأذكرنـك قائمـاً أو قـاعداً ولأشـكـرنك سـائر الأحيــــــــــــــــــان ولأكتمنَّ عن الـــبرية خِلّتي ولأشكــــونّ إليك جهد زمـــــــــــاني ولأجعلنّ المقلتين كـلاهــما من خشيـة الــرحمـن باكيتـــــــــــان ولأجعلن رضاك أكبر هـِمـتي ولأقبضـنّ عـن الفـجـور عنــــــاني ولأمنعن النفس عن شهواتهـــا ولأجعـلن الـزهد مـن أعــــواني ولأحسمن عن الأنام مطامعي بحســـــام يأس لم تشبه بنـــــــان ولأقصدنك في جميع حوائجــي من دون قصـد فــلانة وفـــــــلان ولأتلونَّ حروف وحيك في الـدجى ولأُحـرِقــنّ بنـوره شيـطــــاني أخي / أختي : إياك إياك أن تغتر بهذه الدنيا وتركن إليها وتكون هي همك وغايتك ، فإنك مهما عشت فيها ومهما تنعمت بها فإنك راحل عنها لا محالة ، فيا أسفاً لك أخي إذا جاءك الموت ولم تتب ويا حسرةً لك إذا دعيت إلى التوبة ولم تجب ، فكن أخي عاقلأ فطناً واعمل لما أنت مقدم عليه فإن أمامك الموت بسكراته ، والقبر بظلماته ، والحشر بشدائده وأهواله ، وهذه الأهوال ستواجهها حتماً وحقاً وستقف بين يدي الله ، وستُسأل عن أعمالك كلها صغيرها وكبيرها فأعد للسؤال جوابأ : {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ، عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الحجر:92-93 . واعلم إنه لا يليق بعاقل أبداً أن يلهو ويلعب في هذه الدنيا ويعصي الله وأمامه مثل تلك الأهوال العظيمة ، وإنها لأكبر فرصة أن أمهلك الله وأبقاك حياً إلى الآن وأعطاك فرصة للتوبة والإنابة والرجوع إليه ، فاحمد الله على ذلك ولا تضيع هذه الفرصة وتب إلى الله ما دمت في زمن المهلة قبل النقلة ، وتذكر أولئك الذين خرجوا من الدنيا ووالله لتخرجن أنت منها كما خرجوا ، لكنك أنت الآن في دار العمل وتستطيع التوبة والعمل ، وأما هم فحال الكثيرين منهم يتمنى الرجوع والتوبة ولسان حالهم يقول كما في قوله تعالى : {يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} الأنعام:31 . فاحذر أخي أن تغلط غلطتهم فتندم حين لا ينفع الندم . وانقذ نفسك من النار ما دام الأمر بيدك قبل أن تقول : {رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} المؤمنون:99-100 ، فلا تجاب حينها لذلك . فإني والله لك من الناصحين وعليك من المشفقين . إذا ما نهاك امرؤ ناصــح ... عن الفاحشات انزجر وانتهي إن دنيا يا أخي من بعدها ... ظلمة القبر و صوت النائحي لا تساوي حبة من خــــردل ... أو تساوي ريشة من جانــحي
| | |
| |
|