( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى )
استوعب الله بها الأسباب التي تدرك بها مغفرة الله .
أحدهــا : التوبة وهـو الرجوع عمـا يكرهه الله ظاهرا
وباطنا إلــى ما يحبــه الله ظاهرا وباطنـا وهي تَجُبُّ
ما قبلهــا من الـذنـوب صغارها وكبارها .
الثــانـــي : الإيمان ، وهــو الإقرار والتصديق الجازم
العام بكــل ما أخبر الله بـه ورسوله الموجب لأعمـال
القــلـوب ، ثـم تتبعها أعمال الـجـوارح و لا ريب أن
مــا فـي القلب من الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم
الآخـر الـذي لا ريـب فيــه أصــــل الطاعات وأكبرها
وأساسها ، ولا ريب أنه بحسب قوته يدفع السيئات
يـدفـــع ما لـم يقع فيمنع صاحبه مـن وقوعه ويدفـع
مــا وقـــع بالإتيان بما ينافيه وعـــدم إصرار القلب
عليـه فإن المؤمن ما في قلبه من الإيمان ونوره
لا يجامع الـمعاصي .
الثالث : العمل الصالح ، وهذا شامل لأعمال القلوب
وأعمــال الجوارح وأقـــوال اللســــان ، والحسنات
يذهبن السيئات .
الرابع : الاستمرار على الإيمان والهـداية والازدياد
منهــا .
فمـن كمل هـذه الأسباب الأربعة فَلْيُبْشر بمغفرة الله
العامة الشاملة ؛ ولهـذا أتى فيه بوصـف المبالغة