احمي ابنك من التحرش الجنسي في المدرسة

احمي ابنك من التحرش الجنسي في المدرسة
لما طرحت عنوان ما أريد أن اكتبه على رئيس التحرير، استغرب متسائلاً: هل يوجد في مدارسنا مثل هذه المُشكلة؟ قلت له: إنها -مع الأسف- ظاهرة وليست مشكلة .. وتحدث في كل مكان, في المحلة بين الرفقة وفي البيوت كذلك, ولما تأكد من وجودها بالفعل -عن طريق إن الهدف من التطرق إلى مثل هكذا موضوع حساس في مجلتنا، هو لتبصير الآباء والأمهات على أمر أصبح ظاهرة ملموسة في المجتمع المدرسي وخاصة في المناطق الشعبية, فضلاً عن كونها إحدى أسس الصداقة السيئة, سواء في المحلة أو بين أبناء الأقارب.
علمنا ديننا الحنيف أن لا نشيع ذكر الفاحشة ونحاصر الأفعال الشاذة بعدم ترويجها, فمثلاً انه اشترط أربعة شهود لإثبات حادثة الزنا, وهذا أمر صعب جداً وعاقب مَن رأى بعينه وتكلم ولم يستطع استكمال بقية الشهود, والمدقق في هذا الحكم يرى أن الله أراد السكوت عن الأحداث الشاذة في المجتمع وأن يعم الستر, ولكن هذا لا يعني التكتم عن وجود الفاحشة بشكل عام والتحرك لمواجهتها ووأدها, فعلى المربين والتربويين أن لا يتهربوا من طرح الظواهر المشينة ودراستها بحجة أن هذه مواضيع محرجة ومخزية, لتكون دراساتهم الكشاف الذي ينير درب الآباء والأمهات فضلاً عن المعلمين وإدارات المدارس, فلا يصح أن نكون مثل النعام وندس رأسنا بالتراب والخطر يتهدد أولادنا من كل جانب.
إن طرحنا ودراستنا لهذا الموضوع هو خدمة بسيطة لأولياء الأمور لأنهم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
اننا -كآباء وأمهات- نستطيع أن نعطي أبناءنا المعلومة الكافية بطرق صحيحة, لنساعدهم في حماية أنفسهم من كل الأخطار التي تحيط بهم من دون أن نخوفهم، اننا يجب أن نفعل ذلك من خلال تحذيراتنا المتكررة من أجل السلامة بوجه عام- السلامة من الأمراض ومن الحريق ومن الغرق ومن الصعق بالكهرباء وأخيراً من الاعتداء الجنسي, وبالرغم من أن تعليمنا لهم قد لا يكون كافياً لوقايتهم من الاعتداء الجنسي, ولكن هؤلاء الذين تم تحضيرهم لوقاية أنفسهم سوف يكونون مستعدين لأن يخبروا أسرتهم إذا ما حاول أحد التحرش بهم جنسياً .. ولكي نقي أطفالنا من الاعتداء الجنسي يجب أن نعلمهم الآتي:
1. أن نذكر لهم دائما محاسنهم وأنهم محبوبون وذو قيمة, وأنهم يستحقون أن يكونوا في مأمن من الخطر.
2. أن نعلمهم الفرق بين أن يتلامس أحد معهم وأن يتجاوز حدوده.
3. أن يتعلموا أسماء أعضاء جسمهم المختلفة حتى يستطيعوا أن يعبروا عن أي اعتداء يحدث على أجسامهم.
4. أن نعلمهم تجنب المخالطة مع مَن هو أكبر منهم سناً وخاصة في عمر المراهقة، ففي هذه المرحلة العمرية تحدث تغيرات جسدية لديهم, وتكون الغريزة الجنسية في أوج فورتها, وتكون كالبركان إن لم يتم توجيههم بالتسامي بها وترويضها وضبطها عن طريق تصريف طاقاتهم الجسدية بالألعاب الرياضية وبصورة سليمة, فضلاً عن ممارسة الهوايات الفنية التي يرغبون بها.
إن هذه المبادئ لحمايتهم تنطبق على جميع مَن حولهم وليس فقط الغرباء, إن أجسامهم ملك لهم ولا يحق لأحد أن يلمسها أو يؤذيهم.
أنهم يجب أن يقولوا لا: لأي إحساس في عدم الأمانة في التلامس حتى ولو كان لقريب من الأسرة أو من أصدقاء الأسرة.
أن يتعلموا أن يذكروا للأسرة أي واقعة طلب منهم عدم ذكرها لأسرهم وأن تبقى سراً، وهنا يأتي دور الصراحة والصداقة بين الأم وبناتها وبين الأب وأبنائه.
أن يتعلموا أن بعض مَن حولهم قد يُعاني من الانحراف وأنهم يجب أن يحرصوا على حماية أنفسهم منه.
أن يشعروا بأنك سوف تثقين فيما يقولون إذا حدث أي عدوان عليهم، وان تعرض الإنسان لمثل هذا الموقف لا يعني انه إنسان سيئ.
أن يذكروا ذلك وألا يخافوا مما قد يحدث نتيجة ذلك, إذا وثق فيك أحد من الأطفال وحكى لك حادثة اعتداء جنسي قد وقعت عليه, فان عليك مسؤولية كبيرة لكي تساعدي هذا الطفل للخروج من هذه الأزمة سالماً، وإن حدث ما تخشين فعليك أن تتخذي الخطوات التالية:
1. لا تنهاري ولا يجب أن يعتريك الرعب أمام الطفل, ولا تنفعلي بعنف أمامه, خاصة أثناء روايته لك عما حدث, فان الطفل يحتاج إلى مساعدتك كي تزول عنه هذه الغمة بهدوء.
2. لا تضغطي على الطفل, ودعيه يتحدث أكثر عما حدث, اتركي طفلك يسرد عليك ما حدث بأسلوبه، فان المعلومات التي تؤخذ بالقوة قد تؤذي الطفل خاصة إذا كان صمته رغبة في أبعاد العار عن نفسه وتساعده على النسيان.
3. لا تواجهي المعتدي أمام طفلك فهذا الضغط النفسي له أضراره الخطيرة، الجئي أنت وأبوه إلى الأصدقاء وأولياء أمور المعتدي والى المدرسة إن كان ما حدث داخل أروقتها، ودعي السلطات تحقق فيما حدث بعيداً عن طفلك.
4. لا تلومي طفلك على الاعتداء الجنسي الذي حدث عليه مطلقاً, وتذكري بأنك أنت الملامة بتركك إياه بدون نصح وملاحظة ومتابعة.
منقول للفائدة